بعيداً عن أحاديث جنرالات المقاهي والخبراء الوهميين الذين يملأون شاشات التليفزيون وصفحات الصحف بالحديث عن استراتيجيات لا يعلمون عنها شيئا.. بعيداً عن ذلك كله، فإن الحقيقة التي ينبغي أن نتعامل معها بكل جدية، هي أننا في حرب حقيقية وصعبة ضد عصابات إرهابية منحطة ومدعومة من أعداء خارجيين، وأجهزة مخابرات لا تتوقف عن التآمر علينا، وظروف تضع المنطقة كلها في قلب النيران.
لم يقل أحد يوماً إن الحرب ضد الإرهاب ـ عندنا أو في العالم كله ـ يمكن حسمها في يوم وليلة. ما حققناه ـ حتي الآن ـ هائل.. سواء حين أسقطنا حكم الإخوان الفاشي في ٣٠ يونيو، أو حين خضنا الحرب ضد الإرهاب برؤية واضحة تؤكد أنها حرب وجود، وتقوم علي أن الإرهاب واحد وإن رفع أعلاما مختلفة، أو اتخذ أسماء عديدة من باب التضليل، أو بسبب صراعات الأخوة الأعداء.!!
وعلينا أن نضع في حسابنا، الوضع الذي كانت فيه أجهزة الأمن في ٣٠ يونيو. وما تعرضت له قبل ذلك من محاولات لتحطيمها من جانب حكم إخواني، هو نفسه جزء من الإرهاب.. بل منبع كل عصابات الإرهاب التي تشيع الدمار في العالم العربي الآن.
وعلينا أن نضع في حسابنا، كيف تآمر الإخوان لكي تكون عصابات الإرهاب هي جيشهم في مواجهة الجيش والشرطة الوطنيين. وكيف كان التركيز علي هدم أجهزة جمع المعلومات ومتابعة الأنشطة الإرهابية.
وعلينا أن نتذكر جيداً أن جهداً رائعاً قد تم بذله لاستعادة الثقة ولإعادة بناء العلاقة بين الشعب وأجهزة أمنه.وأن ذلك تم في أصعب الظروف،وفي ظل كل عمليات استنزاف لقوي الشرطة، وعمليات مواجهة خاضتها قوات جيشنا الباسلة ضد إرهاب نما وتسلح في حضن الإخوان وبرعاية المتآمرين علي مصر.. وطناً وشعباً وجيشاً ودولة.
بالطبع.. مازالت هناك بعض الثغرات التي ينبغي سدها، وهناك بعض الأخطاء التي يجب تلافيها، لكن الإرهاب ـ بلا شك ـ ينكسر أمام إرادة شعب وتضحيات أبنائه المقاتلين في الجيش والشرطة.
ما حققناه في حربنا ضد الإرهاب حتي الآن، يؤكد أن الأساس في حربنا المنتصرة بإذن الله، هو وحدة شعبنا ودعمه الكامل لقوات جيشه ورجال شرطته، وهم يواجهون هذا الوباء. هذا هو حائط الصد المنيع في وجه إرهاب منحط يحاول تصعيد هجماته، غير مبال بأرواح الأبرياء أو بما يسببه من دمار، لأنه جاء ليحقق هذه المهمة الحقيرة منذ نشأ ـ في طبعته الحديثة ـ علي يد الإخوان قبل ثمانين عاماً.
ويبقي التأكيد علي أنها حرب الشعب كله ضد إرهاب منحط متآمر نعرف من يقف وراءه. وأنها حرب تحتاج لإجراءات سياسية واقتصادية واجتماعية، تجعل من الوحدة الوطنية أكثر صلابة، وأكثر عزماً علي حماية وطن يعرفون أن عصابات الإرهاب  لا تؤمن به ولا تسعي إلا لدماره.
المطلوب أن يتصرف الجميع علي أننا دولة في حالة حرب.. فهل يعي جنرالات المقاهي هذه الحقيقة.؟!