لم يترك الإرهابيون فرصة لإفساد فرحة الشعب المصري، إلا واستغلوها، غير عابئين بالدماء التي تهدر من جراء جرائمهم، هددوا بتفجير أبراج الكهرباء وفعلوا، دون مراعاة حياة مرضي يصارعون الموت علي أجهزة التنفس الصناعي بالمستشفيات أو مصانع تمثل أبواب رزق للملايين، وعندما وجدوا أن الشعب المصري متماسك، ولم تغير جرائمهم من موقفه الوطني الثابت المساند لثورة 30 يونيه، هددوا بتفجير القطارات وفعلوا، مات وأصيب الكثيرون في تلك الأعمال الخسيسة لكن ازداد إيمان الشعب بالثورة.
حرضوا علي اغتيال الشخصيات العامة وطالت أياديهم القذرة محامي الشعب المستشار هشام بركات. فإذا بمصر كلها تتبادل العزاء، وتطالب بالقصاص العاجل من القتلة الإرهابيين. وتجاوب الرئيس مع الغضب الشعبي وأعلن في الجنازة المهيبة لشهيد مصر، أنه سينفذ كل الأحكام التي يصدرها القضاء، سواء الإعدام أو المؤبد. وأعطي تعليماته لإعداد مشروع قانون الإرهاب.
عاد الإرهابيون من خلال قنواتهم التي تبث من تركيا وقطر ليهددوا باستهداف المصالح الأجنبية في مصر، وفعلوا، بتفجير سيارة مفخخة أمام القنصلية الإيطالية في مصر، هللوا في تلك القنوات لما جري وتصوروا أن أوروبا ستعادي مصر فإذا بها تزداد تضامنا مع أم الدنيا. لدرجة إعلان رئيس وزراء إيطاليا صراحة، أن بلاده لن تترك مصر وحدها في حربها ضد الإرهاب.
يخسر المصريون يوميا بسبب الإرهاب. لكن الجماعة تخسر أكثر. يكفي أنها قطعت كل خطوط العودة إلي الصف الوطني بعد أن أكدت للقاصي والداني أنها تعادي مصر الوطن والشعب، فحق عليها النفي إلي الأبد.