الوصول إلي المدينة المنورة يعني بالنسبة لي الوصول إلي قلب السكينة والطمأنينة، ورغم أن سائق التاكسي طلب ٥٠٠ ريال لتوصيلي من المطار إلي الفندق، إلا أن هذا لم يبدد سكينتي ولم يزعزع طمأنينتي، خاصة وأن المفاوضات انتهت إلي موافقته علي ٥٠ ريالا، بشرط أن يصطحب شخصا آخر. ركب معنا «حسام» شاب فلسطيني يعيش في الإمارات، بدا قلقا متوترا يشكو جهله بكيفية آداء العمرة، أخبرته أن المطلوب منه فقط أن يترك نفسه، رمقني بنظرة إمتعاض ولم يتفوه بكلمة، يبدو أنه لم يفهم ما قصدته، فأخبرته أنه في مدينة ترفرف عليها رايات التيسير وأنه دوما سيجد من يأخذ بيده، أخبرته أيضا أن هذه المدينة بالذات ودون سائر مدن العالم سيشعر أنها كائن حي يحنو عليه ويطعمه ويسقيه، فهي مدينة المصطفي (ﷺ) وفي مدينة المصطفي، لا تشغل بالك بشئ، والأهم من هذا يا عم حسام، أنك ستؤدي العمرة في مكة وليس في المدينة.