تأتي ذكري حربنا المنتصرة في العاشر من رمضان، ونحن نخوض في مصر حربا لا تقل ضراوة ضد إرهاب منحط وعميل يريد أن يثأر لهزيمته في ٣٠ يونيو، ومازالت رسالته الفاشية هي: إما أن نحكمكم أو نقتلكم!!
وتأتي الذكري العزيزة والعالم العربي يتعرض لواحدة من أعنف الأزمات التي مر بها. بالأمس فقط كان الإرهاب يضرب في الكويت. وإذا لم نتحرك كما ينبغي «وكما تحركنا في العاشر من رمضان كقوة عربية واحدة» فإن القادم اسوأ!!
بعد الحرب المنتصرة في أكتوبر ٧٣ «العاشر من رمضان» كانت الآمال لا حدود لها في نهضة عربية بحجم النصر وبقدر الآمال. لكننا سرنا عكس الطريق، ووقفنا نشاهد كيف تبدد النصر، وكيف نقف الآن أمام النتائج المأساوية لاربعين عاما من الفساد والاستبداد والتراجع في كل شيء.
في العاشر من رمضان توحدت الصفوف واجتمعت كلمة الأمة من المحيط إلي الخليج، وبعده تفرق الشمل وقادت الأوهام إلي كوارث يكفي أن نذكر منها غزو الكويت لنعرف حجم الجرائم التي ارتكبناها في حق وطن عربي يملك كل مقومات التقدم، لكنه يبددها بكل اصرار وبتفوق يحسد عليه.
في العاشر من رمضان اجتمعت القوة العربية مع البترول العربي فكان الانتصار. غاب هذا الدرس بعد ذلك لأربعين عاما، ولم نره إلا بعد ٣٠ يونيو حين وقفت دول الخليج العربي وفي مقدمتها الامارات والسعودية مع شعب مصر لتنجو ثورته من التآمر الأمريكي مع اخوان الإرهاب. ولعلنا نبني مرة اخري علي هذا التحالف ونعبر أي خلافات طارئة ولا نترك مجالا للمحاولات التي لن تتوقف لزرع الفرقة بين اطرافه الرئيسية.
حربنا الآن قد تكون أقسي من حرب أكتوبر. يومها كان العدو محددا وكانت صفوفنا موحدة وهدفنا لا خلاف عليه. الآن نواجه موقفا معقدا ما بين مخطط أمريكي لاعادة تقسيم المنطقة، وما بين اطماع قوي اقليمية غير عربية تتوقح اليوم بعدد العواصم العربية التي يمتد إليها نفوذها!!
وما بين خوارج العصر واخوان الشياطين والدواعش الذين ينهشون في جسد الأمة بارهابهم المنحط، بينما لا تخرج من بنادقهم رصاصة واحدة ضد العدو الصهيوني، وكأنهم حلفاء ضد العروبة والاسلام، أو عملاء يخدمون مصلحة واحدة وينفذون مخطط الخيانة وهم يكذبون علي الله وعلي الحقيقة حين يذبحون اشقاءنا بينما يهتفون بأنهم «بالملايين.. علي القدس رايحين»!!
حربنا الآن قد تكون أقسي، ولكننا سننتصر فيها كما انتصرنا في العاشر من رمضان.
وفي هذه المرة سنعرف جيدا كيف نحافظ علي انتصارنا، ونبني عليه المستقبل الذي نستحقه.