< لم أرتبط بمدينة بعد القاهرة الا باريس، أوجه الشبه بينهما عديدة، خاصة وسط القاهرة، عبر اربعين عاما من التردد المنتظم أصبح لي ذكريات عديدة وأوقات أستعيدها..»  <

انسحاق
مهما كانت الإقامة عابرة أحرص علي ترسيخ العلاقة، ما البال إذن وترددي متكرر، مثل المطاعم التي اعتدتها، يبدأ الأمر بدعوة من صاحب حميم، أومن اعضاء دار النشر الذين يحددون مواعيد لقاءات الصحفيين، او الحديث عن الاعمال الصادرة أو تلك التي يجري أعدادها حول مائدة الغداء، اذا اعجبني احد المطاعم التي دعيت اليها اعود اليه، أتردد عليه، افضل الطعام الجيد في المكان الفريد، في الحي اللاتيني مطاعم قديمة تتجاور المطاعم الفرنسية، والصينية والمغربية، الايرانية، الاثيوبية، لكنني بما أنني في باريس، أفضل الطهي الفرنسي خاصة المرتبط بالعتاقة، منذ سنوات عرفت هذا المطعم المواجه لسوق السان جرمان المبني علي الطراز العربي، عندما دخلت أول مرة كأني غسلت بضوء خفي المصدر، المناضد متلاصقة، غير انه فسيح، فراغ لا يمكن تحديده، صور تمت إلي عشرينات القرن الماضي، ثلاث نساء ورجلان يقفان بجوار برج من خشب، البرج امامي، معروض في الواجهة المطلة علي الطريق، للمكان صلة تاريخ حرفية تخصصها الخشب، من هنا جاء اسمه الحطابين -شاربنيتر- ربما كان الاسم احد اسباب تعلقي به، ثمة ايقاع خاص قربني منه، البار مدجج بالمشروبات، أصناف شتي، بعض المشروبات يتم اعدادها هنا لذلك تعتبر من تخصصات المحل، مثل طبق البط بالزيتون ذي التأثير المغربي، عند خروجي قدم الينا النادل جزائري الاصل بطاقة تحمل العنوان وصورتين، صاحب المكان فرنسي الاسم، والملامح وانثي بديعة الطلة، تجمع في ملامحها المشرق والمغرب معا، لولا اسمها الفرنسي لقلت انها ذات رحيق اندلسي، أو شقائق قادمة من جزيرة ما، ربمااحدي جزر الكناري، لماذا الكناري مع انني لم ازرها ولم اعرفها، هكذا تتصل الملامح باسم ذو دلالة، اسم له صلة، وجهها بشري، اما طلة عينياها فلطائر مرقق، اما اللون فجمع، غير أن تضافر الالوان يجيد به إلي القمحية، في كل مرة انتظر ظهورها، اسمها الثاني عين اسم الرجل، انها زوجته اذن، لكن اين هي؟، لا أري الا صاحب المطعم، يخرج من الداخل حيث المطبخ، يرتدي قبعة الطباخين المرتفعة، جاكت ابيض ناصع، بنطلون مخطط بالكحلي والابيض، يظهر فجأة، يمضي إلي احد الزبائن، يحادثه، لم نتبادل التحية الا بعد ان قدمت اليه نسخة من كتاب مترجم لي، تبدل أمري بعد ذلك، صرنا نتبادل التحية بالايماء أو اللفظ ليس أكثر، اتتبع حركته، خيلاته احيانا، سيد المكان ومبدعه، هكذا يبدو، يقف احيانا ليعد طبقا من اللحم النييء لاحد الزبائن، يبدو مستغرقا، يقلب اللحم المفروم، يشير بيده فيأتيه المساعد بالمطلوب،مربع او مستطيل من المعدن، أو شوكة صغيرة، أو وعاء الزيت او الخل، أو علبة البهارات، مقادير محسوبة، وأعداد متقنة، صلة بين عناصر الطبق وبصره، لا يتعلق الأمر بالمضمون فقط، إنما بالشكل، يقول صاحب المطعم الصيني الذي أفضله اذا ما فكرت في تناول البط بالبرتقال او علي طريقة اهل بكين: الطعام يجب ان يكون طيب الرائحة، طيب المذاق، جميل المنظر، يتوفر هذا في الشاربنتيه، بل إن رائحة خاصة تتسرب اليّ بمجرد عبوري الباب،انتقالي من الطريق إلي الداخل، ربما رائحة الفراغ العجيب، او الضوء خفي المصدر، عرفوا ما أفضله، خاصة عند وصولي أول مرة، يبتسم صاحبي الجزائري.
«كومبانيون..»
أوميء مبتسما، انه الشراب الخاص بالمحل، خروبي اللون، من عناصر شتي، لحلاوته لسعة، ثم يقول
«لحمة رأس..« تددوفو»
لحمة رأس علي الطريقة الفرنسية، أتأمل الجزر المبشور والكرفس، يعجبني تداخل الألوان قبل المذاق الخاص بنعومة اللحم، أخشي تجربة اصناف اخري اعجب بشكلها في الاطباق المحمولة، او الموضوعة امام الزبائن، اقامتي دائما ما تكون قصيرة، افضل ماأعتدته، ما لا أجده في مكان آخر، في كل مرة يضع امامي الفاتورة ومعها البطاقة التي صرت أحتفظ بعدد منها، استخدمها بين صفحات الكتب، اتطلع علي البعد إلي ملامحها الايقونية متسائلا عما اذا كنت سأراها يوما، لم اسأل عنها، ربما لم يعد لها وجود رغم انني اتبادل الدعاية كثيرا مع صاحبي الجزائري، في تلك الليلة بدا المطعم فارغا علي غير المعتاد، في الصالة الرئيسية ثلاثة فقط، استعدت جملة لصاحب فندق في البحر الاحمر، قال لي ان اجمل ديكور في أي مطعم هو الزبون، ليلة خاصة، برودة شديدة في الخارج، لكن البرد لا يعوق الحضور، ثمة شيئ في المكان في المدينة مرتبط ربما بحدث ما أجهله، أنما انا غريب، لم يستوعب بعد، في مثل هذه اللحظات اشعر أنني ناء، مقص عن مكاني، بعيد، مفرد، يتغير الضوء، يبدو علي غير ما عهدته، لسبب ما أتلفت حولي، إلي الخلف، ما هذا؟
يجلس صاحب المطعم الي.. اليها، لم اجرؤ علي الإنثناء مرة أخري، في لحظة اقتنصني حضورها، أرخي اهدابه عليّ، لمعة عينيها، صرت تحت تأثيرها، تأنيت في حركتي، في مضغي، كأنها ترقبني، تحصي لي اي خطأ غير مقصود، استعدت احساسا قديما عندما أصير منجذبا إلي انثي، امشي، اسعي، اتمدد، ارقد، انام، في اي مكان هي مدركتي، ترقبني، لذلك أتأدب علي البعد وأحرص، بعد أن دفعت الحساب دفعت بحالي إلي المدي الأقصي، اقتربت محييا، وجهت حديثي إلي صاحب المطعم تأدبا بعد تحية موجزة، مركزة كالوخزة استوعبت خلالها الوضع كله، اللون الذي انسحقت فيه جميع الالوان، واستطالة الوجه مع استدارة العينين، والطلتين القديمتين فأدركت وأستوعبت أن ما كان تمهيد لهذا العبور الشطفي، الساحق، المدثر لي مع يقيني الأثم أنه لن يتكرر.
عدلية..
رغم عدم يقيني، الا أنني أسميها «عدلية» عند ورودها علي خاطري، اطلاق اسم ما علي من غابوا عنا فيه تيسير للأمر وجالب للاستعادة، لابد أن اسمها الاصلي قريب من ذلك، ربما يوازيه نطقا، غير أنها تبدو لي واضحة السمة عند ظهورها بغتة حيث لا أحتسب ولا أتوقع، لا أراها إلاواقفة، سلم الفندق الباريسي الضيق، خشبي الدرج، حلزوني، في فراغ ضيق يتحرك مصعد نحيل لايتسع الا لشخصين فقط، أو واحد بصحبة حقيبته، هي فوق السلم تنظفه بمكنسة يدوية، توجد اخري كهربائية للغرف، قوامها فاره، متمحمل، اذ تمشي بتؤده وتمايل، جلبابها مخطط، ابيض، خطوطه نحيلة زرقاء، من أسباب ونستي وألفتي للمكان، مغربية هي من مكناس، جاءت في السابعة عشرة، أرسل زوجها، عقد عليها قبل رؤيتها، كان في حاجة إلي رفقة، إلي اسرة في باريس، يعمل في مطعم، يريد أن يرجع إلي بيت فيه زوجة واطفال وعشاء دافئ ينتظر، لا يريد أن يمشي في الخطأ، تتحدث عدلية بلغة عربية، فرنسية، يتعثر نطقها العربي فتستنجد بالفرنسية، تذكرها لهجتي المصرية بأفلام اسماعيل يس التي أحبتها منذ الصغر، لم يتصل الحديث بننا، انما شذرات هنا وهناك، عند عملها في الممر بين الغرف، ألمحها لحظة خروجي من الغرفة، نتوقف، نتبادل الصباح، سنة والثانية أنجبت ثلاثة، ابنتها الكبري الآن في جامعة باريس خمسة، تدرس الرياضيات، متفوقة، باريس ثمانية، باريس خمسة، باريس الثالثة، كلها مشتقة من السوربون، المعروف بالنسبة لنا الاسم الأقدم، الرجل تعب، حرصا علي أن يتم الاولاد تعليمهم، نزلت هي الشغل، منذ تسع سنوات تعمل في هذا الفندق الصغير، صاحبته يهودية من روسيا، تمتلك آخر قرب الشانزليزيه، لكنها تقضي معظم وقتها هنا، تعتز به لقربه من الجامعة ودور النشر، لهذا السبب نزلته، قسم منه يقع فوق مكتبة جيبير، لذلك أقول لصحبي دائما، انام في باريس فوق مكتبة.
تبدأ بترتيب الافطار، غرفة تعلو المدخل، مناضد صغيرة، مقاعد بدون مساند، المطبخ مجاور، يمكنني رؤيتها خلال اعداد القهوة باللبن، وتحضير الزبد والمربي، تتحرك بحرص، وترتب بدقة، وتقدم بحنية، أتأمل بعض من يقيمون معي في المكان، إلي جواري، لا أعرفهم،لكن اذا لفت نظري بعضهم يمكنني الحديث عنه مع عدليه، تقول ان السياح الامريكان يتزايدون في الفترة الاخيرة، يفضلون الفندق لأنه قديم، غرفة فسيحة، عالية، لم تجر أي محاولة لاعادة صياغتها، ولأنه نجمتان فيعد رخيصا نسبيا، تقول عدلية انه بمجرد اتصالي من مصر يحرص ريشار مدير الاستقبال علي حجز نفس الحجرة في الطابق الرابع، تقع نهاية الممر.
الاثاث قديم، باب في مواجهة السرير يؤدي إلي شرفة مطلة علي فندق في المواجهة، شارع راسين، كلية الطب إلي الجانب الايمن بالنسبة للقادم من سان ميشيل إلي شارع الأير، لهذا عدد المطاعم والمتاجر محدود، طريق هادئ قديم، عدلية تجيئ من المنطقة الثالثة عشرة، يقيمون هناك فوق سطح بناية، كله تمام، الحمدلله. عند عودتي عصرا أو ليلا لا اجدها لكنني اشعر بحضورها، بأنفاسها، ثمة عناية في ترتيب الفراش، قلت لها مرة أنني افضل الستائر الخفيفة مسدلة علي مصراعي باب الشرفة الزجاجي، هكذا أجدها.
خلال السنة أتردد مرتين أو ثلاث، عند عودتي إلي مصر ينقطع كل اتصال، لا اعرف حتي عنوانها، غير انني استحضرها دائما، وتواتيني احيان كثيرة في اماكن متباعدة وأوقات شتي، تمرق واقفة، أو منحنية، أو تقف علي اطراف أصابعها لتطال حافة نافذة بالمنفضة، مرة رأيتها فوق السلم، متكئة إلي درابزين السلم، تسند رأسها إلي يدها، مغمضة العينين، مالك ياست عدلية؟، علي مهل فتحت عينيها، قالت شيئا بالفرنسية، ثم أطرقت وعندما تطلعت اليّ لمحت قتامة تحت عينيها.
موعد وصولي إلي باريس بعد الظهر عادة، أنتظر ظهورها في اليوم التالي، لا اسأل عنها ريشار غزير الشعر، الذي يجلس وراء المكتب، يقرأ دائما، يحدثني بالانجليزية عما يقرأه، وعند عودتي الليلية ربما نتبادل الحديث وقوفا مدة، دائما ادخل الغرفة اول مرة، اتساءل: هل هي التي رتبت الغرفة؟، تعرف بقدومي مسبقا، هكذا اخبرتني منذ سنوات، مرة واحدة فقط طلبت شريطا لأغاني فريد الاطرش، لم تنطق الا بعد ان ألححت عليها.
هذا الصباح رأيت شابة ممشوقة، سوداء الشعر، منحنية في الممر، ترتب الملاءات وادوات النظافة، تطلعت حذرا، متوقعا اليها.
صباح الخير
بونجور مسيو
قبل ان أبلغ بداية السلم قررت أن اسألها،
عدلية؟
أجابت بالفرنسية، ما فهمته انها ابنتها، جاءت بدلا منها، لم أستوعب ما قالته ارجأت الاستفسار إلي ما بعد الظهر عندما ألقي ريشار.
جميل.. جميل
أشعل نار الموقد الهادئة، أضع فوقها وعاء الماء الساخن، قبل تناولي الأفطار يجب أن أقرأ «القدس»، من تقرير صاحبي حسنين كروم، مدير مكتب الجريدة في القاهرة يمكنني أن ألم بكل واهم ما ينشر في الصحف المصرية علي اختلاف أطيافها، اضغط الزر المثبت إلي الجدار أسمع التكة القصيرة، اسرع لافتح الباب، أخرج إلي طريق سان جرمان، ثمة شيئ بين الضوء والاشجار، صلة لم أقف علي تأثيرها أو مدلولاتها بعد، أصباح هادئة استعيد من خلالها شوارع القاهرة في الستينات، وسط المدينة ذوي المرجعية الباريسية، واجهات المباني، تفاصيل تعلو الداخل، تؤطر النوافذ، جروبي، الاكسلسيور، المكتبات، امشي علي مهل متنسما ذلك الوقت المنقضي، عند نهاية الرصيف كشك الصحف، تأتيه نسخة واحدة من الجريدة الوحيدة العربية رغم وجود أخري متداولة في باريس، في الكشك الاكبر حجما بمحطة الاوديون، غير أنني افضل الأقرب، ثمة قلق يلازمني طالماأن الموقد مشتعل، لكن الأهم تلك السيدة، منذ ان بدأت اقاماتي في الشقة عرفت ملامحها المرتبطة عندي بالصباح، ايام متباعدة اكتملت من خلالها بعض ملامحها، في البداية اصل مبكرا، الثامنة أو السابعة طبقا لموعد استيقاظي الذي يتحدد بما ارتبطت به من مواعيد، اقف ارقب حركتها الهادئة، المتأنية، تقص الخيوط التي تحكم لفاقات المجلات والصحف، لفترة لم نتبادل الا التحية.
بونجور مدام
بونجورسيد
القدس سلفوبلي.
تبحث عن النسخة الوحيدة، او انتظر فترةأطول حتي تفك اللفافة التي تحوي صحفا بلغات فارسية واوردية وتركية.
قوامها نحيل، هي خمسينية، مؤكد أنها تجاوزت النصف قرن، تغطي شعرها بمنديل ابيض  حفيف يؤكد شرقية ملامحها رغم بياض بشرتها عيناها فسيحتان أطلعتا علي كثير تخفيان اكثر، منذ حوالي عامين ابتسمت عندما لمحتني، تتحدث بانجليزية وفرنسيتها، ما اعرفه من فرنسية قليل، وما تنطقه من الانجليزية محدود، قالت ليمن همت بها وكلفت يوما، اللغة لا تهم، التواصل له الف وسيلة ووسيلة.. صدقت من بدت في مقتبل العمر، قلت لي من مصر، وأنني أقيم في هذا البيت عندما أجئ وانني هذه المرة سوف أغادر بعد سبعة ايام، اومأت، كأن النسخة تنتظرني، لا اعرف من يشتريها عندما أكون بعيدا، ومن يسأل عنها بعد ان احصل عليها وأمضي إلي البيت مقلبا العناوين قبل صغطي أزرار الرقم الخاص بفتح الباب.
صباح آخر عرفت انها ايرانية، جاءت في سبعينات القرن الماضي، انها رسامة، امضت ساعات طويلة بين الرسامين امام نوتردام دو باري، ومنذ ثلاثة اعوام اقامت معرضا علي سور حديقة كنيسة سان جرمان دوبري.
 قالت انها تسكن في الديفانس، هذا الكشك مرخص باسم ابنها، انه في الثمانية والعشرين، مولود هنا، ابتسمت باعتراف الام وحنوها، قالت انه اعتاد الاستيقاظ متأخرا، دائما هو كذلك، لهذا تجيئ بدلا منه، ذروة العمل في الصباح، هو يجيئ بعد الظهر، قالت انه وحيدها.
رأيته، ذات عصركنت قادما من متحف الاورسي مشيا علي قدمي، يقف متطلعا إلي نقطة ما، رحت اتأمل العناوين، خطر لي المداعبة، سألته عن القدس مع انني اشتريت النسخة الوحيدة في الصباح، هز رأسه نفيا، لم يقل انها نفذت ولا يعرفهاأو لاتأتي، بداغيرراغب في الحديث، مختصر، مضيت محاولا استكشاف عناصر الشبه.
لم استفسر منها عن زوجها، من هو، اين؟ ماذا يفعل؟، قالت انها ماتزال علي صلة بأهلها في ايران، لم تذهب إلي هناك، في ذلك الصباح سألتها عن موضع ولادتها، قالت «شيراز» صحت علي الفور «حافظ» ثم نطقت «سعدي» علي مهل تستدير اليّ، ثمة ضوءيسري عندها، قادم من أغوارها
«تعرف حافظ وسعدي..»
«بل انني احفط بعض اشعار همت. ترجماالي العربية»
راحت تردد بالعربية
«جميل.. جميل..»
قلت انني من مصر، بعد اكثر من عامين عرفت انني كاتب، وان رواياتي مترجمة إلي الفرنسية تطلعت اليّ منفرجة الاسارير، مبتسمة، تهز رأسها برفق، مستوعبة، مدركة، حانية، كلما هلت عليّ أو طافت بي في اقامتي بموطني، او خلال ترحالي من موضع إلي آخر، اذكرها هكذا، تتطلع اليّ، واكاد اسمعها مرددة.
«جميل..جميل..».