وسط مسلسلات الألفاظ النابية والوقاحة والنكد وخدش الحياء ومعارك ضرب النار والأسلحة الآلية والبيضاء والفساد الذي غطي كل شيء، خرج علينا المسلسل الكوميدي الرائع يوميات زوجة مفروسة جدا، ليضع بسمة علي شفاه أفراد الأسرة دون خجل أو خوف من اختراق الأذن بعبارات تجرح مشاعر الأبناء أو الزوج والزوجة.
المسلسل يتعرض لمواقف في حياة زوج وزوجته يعملان في صحيفة واحدة وتجري الأحداث في العمل والبيت، منها ما هو تآمري بخفة ظل في نظام ومهنية العمل واختلاف الآراء والمواقف الشخصية في البيت. المسلسل قدم لنا لقطات من العمل الصحفي الذي نشاهده في معظم الأفلام والمسلسلات ساذج وسطحي وبعيدا كل البعد عن العمل الصحفي المهني، فغالبا ما نجد أن رئيس التحرير يتحدث وكأنه لا يعلم شيئا عن العمل الصحفي، وأن الشابة التي تقع في غرام رئيس التحرير أو العكس، تكتب المقال من أول يوم عمل في الجريدة وترسله للمطبعة، ورئيس التحرير لا يعرف الفرق بين الخبر والتحقيق الصحفي أو القصة الخبرية من المقال، وأن كل ما يعرفه هو «أنا عايز مانشيت بالبنط العريض في الصفحة الأولي بسرعة»!.
مسلسل يوميات المفروسة الذي أحرص علي متابعته يوميا، يشعرني وأنا أمام التليفزيون بأنني في الجرنال، وأن أبطال المسلسل يتحاورون ويتشابكون ويصرخون ويضحكون، كل الفنانين نجوم نشعر أنهم من الأسرة أو أصدقاء في العمل، المسلسل سد فراغا كبيرا في الكوميديا المحترمة البعيدة عن الابتذال، وأضفي علي المشاهدين حالة من السعادة والسرور بعيدا عن الضرب والردح والوقاحة السائدة. كل التقدير لكل من شارك في المسلسل.