اقتراحات المثقفين العملية، وخطواتهم الفاعلة لمشاركة الدولة في الحرب علي الإرهاب، هي بالتأكيد خروج من الإنشاء، ومن البيانات، والهتافات، والخطابة... إلي العمل الفعلي والتأثير والجدوي... هذا ما فعله (مؤتمر القوي الناعمة) قبل أسابيع، وتحاول وزارة الثقافة تحقيقه في دعوتها لمؤتمر(المثقفين في مواجهة الإرهاب).. وما يحاوله مؤتمر (المثقف في مواجهة الإرهاب) الذي دعا إليه المهندس أحمد بهاء شعبان، رئيس الحزب الاشتراكي المصري...اقتراح آخر بتشكيل جبهة وطنية مستقلة لمواجهة الإرهاب(تضم كافة الأحزاب والشخصيات العامة) والدعوة لمؤتمر دولي لمكافحة الإرهاب ترعاه الأمم المتحدة.... وبالتأكيد اقتراح د. معتز عبد الفتاح بتأسيس(كتائب الخدمة المدنية) هو جزء من هذه الخطوات الفاعلة والجادة، وينطلق من الاستفادة من طاقة الشباب العاطل، وتأهيلهم من خلال برنامج تدريبي مهني في جميع المجالات، ومشاريع تنموية عديدة، تساعد أيضا علي تخفيض نسبة البطالة، وهو ما استجابت له سريعا رئاسة الجمهورية، وطالبت بدراسة المشروع، والعمل علي تنفيذه.
كتائب الخدمة المدنية، فكرة ربما ليست جديدة، سبق للعديد من الدول العمل بها (والمشروع يتضمن بالفعل الاستفادة من خبرات هذه الدول، وبرامجها وخبرائها).. وكان الرئيس الأمريكي روزفلت هو أول من قام بعمل كتائب الخدمة المدنية، فور توليه الحكم عام 1933 في محاولة للقضاء علي بطالة الشباب الأمريكي، والتي بلغت نسبتها 25%.
يعتمد المشروع علي الاستفادة من مراكز الشباب (4450 مركزا) والمساجد (108آلاف مسجد) والكنائس (2800 كنيسة) والمدارس (50 ألف مدرسة) ومؤسسات المجتمع المدني (40 ألف مؤسسة) والجامعات (30 جامعة) ومئات المعاهد.. أي تكاتف المجتمع بأكمله، والعمل من أجل هدف وحيد (أمة تنهض).