حذرت مصر مرارا وتكرارا علي مدي سنوات طويلة من خطر الإرهاب الأسود الذي لن تنجو منه أي دولة في العالم. لم يستمع أحد لهذه التحذيرات التي تم التعامل معها باستخفاف خاصة من الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية - تمثل هذا الموقف في تعطيل الدعوة المصرية  بضرورة أن يكون هناك موقف دولي موحد لمواجهة الإرهاب. كان تدخل هذه الدول الغربية عاملا رئيسيا في تجميد التحرك الدولي المطلوب من خلال الأمم المتحدة لمواجهة هذا الخطر. الشيء المؤسف الذي كشفت عنه التطورات هو أن هذه الدول التي عارضت المطالبات المصرية هي التي كانت وراء ظهور هذه التنظيمات الإرهابية والتي يعد تنظيم «داعش» أحد روافدها.
في هذا المجال لابد أن نُذكر العالم بما تتعرض له بعض الدول حاليا من جرائم إرهابية ومنها ما يقوم به تنظيم جماعة الإرهاب الإخواني في مصر.
هذا النشاط الإرهابي المدعم بالتمويل والتشجيع بصورة فجة تمثل فيما يجري علي الأرض السورية منذ أكثر من أربع سنوات. يدخل ضمن ذلك أيضا مؤامرات وتدبيرات الولايات المتحدة الأمريكية التي كانت الدولة العراقية هدفا لها منذ عملية الغزو عام ٢٠٠٣ وما اسفر عنه من فتنة طائفية أدت إلي بروز تنظيم داعش سواء علي الأرض السورية أو العراقية.. إن معاداة  نظام الأسد وسوء التقدير والجنوح إلي الحقد والانتقام أدي إلي هذه المأساة التي تعيشها سوريا وجعلتها هدف للميليشيات الإرهابية التي تركزت مهمتها في تدمير وتخريب هذا البلد وتشريد شعبه. ما حدث في سوريا تكرر بنفس الأسلوب في العراق ويتكرر أيضا حاليا في اليمن  هذا الأمر الذي لم يمنع طموحات هذه التنظيمات الإرهابية من امتداد نشاطها إلي الكويت وتونس وفرنسا وغدا إلي دول أوروبية أخري.
لقد سبق وحذرنا فيما كتبنا  من خطر هذا الإرهاب علي أساس ما اكدته مصر  بأن لا صاحب ولا حليف له. تم ذلك بالاشارة إلي حكاية المثال الذي قام بعمل تمثال لوحش كان أول ما قام به عندما دبت فيه الحياة القيام بقتل من صنعه!
ليس هناك من تعليق علي ما جري ويجري من ممارسات وأعمال اجرامية تقوم بها التنظيمات الإرهابية سوي أنه عودة إلي تفعيل المثل الذي يقول «من حفر حفرة لاخيه وقع فيها».. هذا الذي يحدث يعود بنا إلي أن الذين رفضوا التوحد الدولي ضد الإرهاب عليهم أن «يشربوا» وأن يعلموا أن ما هو قادم سوف يكون اسوأ عقاب لهم علي تآمرهم وسوء تخطيطهم.
أخيرا أقول: ما ذنب هؤلاء الضحايا الأبرياء الذي يسقطون بغدر هذا الإرهاب الذي لا يعترف بدين أو بأي قيم أو مقومات حضارية.  يجب أن يكون مفهوما أن لا أحد سوف ينجو من هذا الغدر الإرهابي وانه ليس من سبيل لخروج الانسانية من براثن هذا الخطر سوي الاخلاص في هدف المواجهة ولن يتحقق ذلك الا بالتخلي عن الأنانية وروح التآمر ونزعة التدخل في شئون الدول الأخري