هذا المقال تم نشره في صباح 30 يونيو قبل عامين بينما الملايين تستعد للخروج لاسقاط فاشية الإخوان كنت قد منعت من الكتابة في «الأخبار» وفتحت لي الزميلة «التحرير» صفحاتها لنواصل المعركة.. أعيد نشر المقال لنتذكر ان الملايين خرجت في هذا اليوم العظيم لتواصل ما بدأته في يناير 2011 وان الطريق واحد ولو كره الخارجون علي إرادة الامة الذين يتوهمون أن الماضي التعيس يمكن ان يعود .. 
وإلي المقال: إنه اليوم التاسع عشر للثورة!!
في أي مكان يختبئ فيه الأخ مرسي الآن، فإن الحقيقة سوف تطارده، وصور الشهداء الذين سقطوا في عهده سوف تحاصره، واصوات الملايين سوف تلاحقه بان القصة انتهت، ولا خيار الا الرحيل، لا جدوي من خداع النفس أو خداع الآخرين، وقد مارس مرسي هذا الامر حتي اللحظات الاخيرة، وفي خطاب اليأس والملل الذي صدع به رؤوس الناس قبل ايام، حاول ان يصور الامر علي انه صراع مع «فلول» يعرف ان «جماعته» تعقد الصفقات معها! أو مؤامرة وهمية من شفيق أو زكريا عزمي أو حتي «المرحوم كمال الشاذلي» والراجل بتاع المنصورة أو ان الامر لا يتعدي خناقة بينه وبين فوده بتاع «المعادي».
هل هو خداع النفس ام خداع الآخرين؟ أم الهطل والهرتلة في موقف لا يحتمل شيئا من ذلك؟ فالصراع في حقيقته هو بين الاخ مرسي وجماعته واهله وعشيرته من جانب، وشعب مصر بكل أطيافه من جانب آخر. هذه هي الحقيقة التي ينبغي ان يستوعبها الأخ مرسي قبل فوات الآوان، والتي لن يخفيها بعض الدبابات التي تحميه، ولا هؤلاء المخدوعون الذين تم حشدهم تحت زعم ان الاسلام في خطر، والله يعلم انه لا أحد يسيء الي الاسلام قدر حاكم مستبد، وجماعات تتاجر بالدين، وإرهابيين يتصورون ان ال شعب سيخاف من تهديداتهم الجوفاء التي لا تثبت الا شيئا واحدا، اننا امام نظام علي وشك السقوط وإرهاب يعرف انه يلفظ أنفاسه الاخيرة!!
مصر اليوم تخرج لتستعيد نفسها وتسترد ثورتها.. الملايين تشعل الميادين بالغضب النبيل علي حكم فاشل وفاشي يعرف انه فقد كل فرصته في الحياة، وان كل ما يفعله لن تكون له نتيجة الا تأخر اصدار شهادة الوفاة التي حدثت بالفعل!
يعرف مرسي وجماعته وأهله وعشيرته انهم هم الذين كتبوا نهايتهم المأساوية بأيديهم. هم الذين ضحوا بمصالح الملايين من أجل «تمكين» الجماعة، هم الذين حولوا احلام المصريين في تحقيق اهداف الثورة الي هذه المحنة التي تعيشها الملايين وهي تعاني، وتعيشها الدولة وهي تنهار علي يد حاكم يجمع بين الاستبداد والتخلف والفشل، ثم يحاول ان ينسب كل ما يرتكبه من جرائم الي الدين الحنيف البريء من كل ما يفعلون.
(بقية المقال صـ 14 )