علي بريدي الألكتروني، رسالة قصيرة جدا، وغاضبة وغريبة، ومسيئة جدا، من القاريء سيد بيوش (مقالك لا ينم عن احترام العقيدة..من الخسارة أن يظلك الأسلام تحت مظلته، وبمعني أصح خسارة فيك نعمة الأسلام)!!!..الرسالة تعقيبا علي مقالي أمس حول (الشرطة الدينية) والتي ألقت القبض علي 25 مواطنا وقامت باحتجازهم في قسم شرطة القاهرة الجديدة، لمجاهرتهم بالإفطار في نهار رمضان.. ثم قيام النيابة بإخلاء سبيلهم، لعدم وجود أي سند قانوني يحرم مثل هذه الوقائع..!
القاريء الغاضب جدا، يتهمني بعدم احترام العقيدة، فكيف لي أن أدافع عن المفطرين(هذا فهمه)..! والحقيقة أني لا أدافع عن المفطرين، ولكني ضد جرجرة المفطرين إلي أقسام الشرطة.. ضد ضرب غير المصلين وتعنيفهم في الشوارع.. ضد الشرطة الدينية، وجماعات (الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر) وكل محاولات فرض العبادة بالقوة والإكراه (ولا إكراه في الدين)..العبادة محبة وترغيب ورضا وهدوء وصفاء وسكينة.. لقاء الإنسان بربه لا يمكن أن يكون بقوة السلاح، وإمساك الشخص (من قفاه)..المؤمن (القوي) خير من المؤمن(الضعيف).. والمؤمن (الحر) خير من المؤمن (المجبر)المساق جبرا وكرها وقسرا إلي العبادة..العبادة اختيار حر، يفعله العبد حبا وحمدا وشكرا وإيمانا، لا كرها، ولاخوفا، ولاطمعا... عزيزي القاريء الذي يحتكر العقيدة لحسابه الشخصي، ويمنح لنفسه الحق في سحب نعمة الأسلام مني..الطريق إلي الله مملوء بالحب، والحرية.. مملوء بالعفو، والسماحة، والغفران..مملوء بالرحمة، والعطف..مملوء بالحق، والخير، والجمال...لا بالإكراه، والإجبار، والقوة، والعنف..وهذا منتهي الاحترام للعقيدة