ليست هذه دعوة للإكتئاب أو محاولة لبث روح اليأس والاحباط في النفوس،...، ولكن المتأمل للواقع العربي في العيد، يشعر بمزيح من الأسي والألم والحزن، كرد فعل طبيعي وتلقائي علي الحالة البائسة والواقع المر الذي نراه قائما في أغلب المواقع والدول علي خريطة هذا العالم الممتدة من المحيط الي الخليج.
وللأسف،...، فإن الصورة التي تراها للواقع من حولنا، ومايجري علي الارض من احداث ووقائع وتطورات، هي في مجملها وتفاصليها صورة معتمة، بل وبالغة القتامة ايضا، في ظل مايكتنفها من غيامات وظلال، وما تشير اليه من علامات ضعف ووهن وعجز.
أي أن الصورة في اطارها العام لاتبشر بخير، بل علي العكس تثير القلق،...، ولاتبعث علي التفاؤل، ولكنها تدعو للتشاؤم،...، فهذه العراق  وقد نالها مانالها من اقتتال داخلي وتفكيك في اعقاب الغزو الامريكي بحيث اصبحت تكاد ان تكون مقسمة بالفعل الي ثلاث كيانات علي اساس طائفي، بعد ان كانت في يوم من الأيام قبل الغزو دولة قوية متماسكة رغم كل اخطاء وخطايا وجرائم صدام حسين.
وهذه سوريا وقد تحولت الي مثال صارخ لتفتت وانهيار الدولة، بكل مايجري فيها من قتل وتدمير وارهاب، طوال السنوات الأربع الماضية وحتي الآن، بحيث اصبحت مأساة انسانية وتراجيديا عربية تندفع بقوة نحو التفتت والتقسيم الي عدة دويلات وامارات عرقية وطائفية متناحرة ومتقاتلة،...، بعد ان كانت قوة عربية لايستهان بها علي الاطلاق في الجبهة الشرقية للعالم العربي.
وها هو لبنان غارق في خلافاته ونعراته الطائفية ايضا، ومستغرق في نزاعاته التي لاتنتهي، وصراعات قواه ورموزه وزعاماته التي لاتتوقف ابدا، والتي جعلت لبنان بلا رئاسة منذ سنوات في ظل غيبة الاتفاق أو التوافق بين هذه القوي وتلك الزعامات علي اختيار رئيس للجمهورية.
واذا مامددنا  البصر الي مايجري في اليمن، وماجري في الصومال ومايحدث في ليبيا الآن، لوجدنا نارا مشتعلة وحروبا واقتتالا قائما، وخلافات محتدمة وصراعات دموية، وارهابا مستعرا، وواقعا مأساويا لايبعث علي أمل ولايبشر بخير.
هذه للأسف بعض أجزاء الصورة العربية الآن، وهي في مجملها تثير الأسي والألم والحزن.