قراءة في أوراق قضية تخابر كانت تستهدف هدم الدولة المصرية وتفكيك كيانها وجيشها وإلغاء هويتها

كتاب «اغتيال مصر»، من تأليف الكاتب الصحفي عبدالقادر شهيب يقدم قراءة سياسية لأوراق قضية التخابر ويتناول ما يصفه ـ بحق ـ بأنه أخطر جريمة في عصرنا، جري خلالها استثمار أوضاع مصر، التي كانت حبلي بالثورة، لتوجيه مسار هذه الثورة نحو طريق آخر.. أراده الأمريكيون والإخوان للاستيلاء علي هذه الثورة. والكتاب يقدم كل الوثائق الخاصة بهذه الجريمة من تحقيقات وأقوال الشهود وتسجيلات لأحاديث تليفونية ورسائل إلكترونية إلي جانب مرافعات النيابة والدفاع أمام المحكمة.
تؤكد الوثائق أن الأمريكيين كانوا يرون أن الإخوان هم الأصلح لتولي السلطة في مصر مكان نظام مبارك، فقد راهنوا علي أن الإخوان هم «الأكثر اعتدالا» ـ حسب تقديرهم ـ من جماعات أخري، والأهم من ذلك انهم سيكونون في خدمة واشنطن وطوع بنانها، وتحديداً فيما يخص أمن إسرائيل والمصالح الأمريكية في المنطقة ولذلك أقام الأمريكيون مع الإخوان شبكة من العلاقات المختلفة، سواء من خلال مراكز الأبحاث أو اللقاءات المتعددة أو عبر المخابرات المركزية الأمريكية ذاتها بشكل مباشر، مثلما حدث مع محمد مرسي العياط ومدير مكتبه أحمد عبدالعاطي. ورغم أن كلا من الأمريكيين والإخوان كانوا يعملون بشكل منظم لإسقاط نظام مبارك ـ الذي أصبح مترهلا وفقد ثقة الشعب ـ والتمكين للجماعة لكي تستولي علي الحكم، إلا أنهم لم يكونوا يتوقعون أن يحققوا كل أهدافهم في يناير أو فبراير 2011، فقد فاجأتهم الانتفاضة الثورية للشعب المصري، ولذلك شعروا بالحيرة إبان أيامها الثلاثة الأولي.
وتكشف أوراق قضية التخابر بوضوح ان مشاركة الإخوان في مظاهرات يناير جاءت بعد موافقة الأمريكيين وبعد أن حسمت واشنطن موقفها نهائيا بضرورة إسقاط نظام مبارك. وتوضح مكالمات أحمد عبدالعاطي انه يتابع الاتصالات مع الأمريكيين لاتخاذ خطوات تمكين الجماعة من حكم البلاد. ومن هنا إلحاح مرسي علي احمد عبدالعاطي لكي يحث مندوب المخابرات الأمريكية ـ عندما يلتقي به ـ علي ان تسرع واشنطن بتحديد موقف حتي لا تفاجئها الأحداث وتفقدها قدرتها علي التأثير فيها. وثمة رسائل إلكترونية إخوانية تشير إلي «تواصل» كل من محمد مرسي وعصام العريان مع مركز أبحاث دولي يتعاون مع المخابرات الأمريكية ومخابرات غربية وقد أبلغ مرسي أعضاء مكتب إرشاد الجماعة في عام 2011 ان إسرائيل تريد التعامل مع الإخوان. وكتب المرشد العام تعهدا خطيا للمبعوث الأمريكي جيمي كارتر بالالتزام بمعاهدة كامب ديفيد. وجاء في تقرير للشهيد المقدم محمد مبروك أن الأمريكيين لم يكتفوا بالاتصالات السرية والعلنية مع الإخوان وإنما زرعوا عملاء لهم داخل الجماعة منهم الإخواني محمد عبدالغني، كما قامت المخابرات الإسرائيلية «الموساد» بتجنيد نجل شقيق المرشد السابق مهدي عاكف بواسطة فتاة إسرائيلية. وتشرح الوثائق كيف حشد الأمريكيون التأييد لمرسي في انتخابات الرئاسة وحذروا المجلس العسكري بأنهم سوف يعتبرون الانتخابات مزورة.. إذا لم يتم إعلان فوز مرشح الإخوان!
شكراً للصديق عبدالقادر شهيب الذي فضح لنا ـ بالوثائق ـ خيوط الجريمة وعناصرها.. فكانت محاولة اغتيال فاشلة.
كلمة السر: الجريمة لا تفيد