٣٠ يونيو. يوم له في نفسي وقع خاص وكم كانت سعادتي عندما اصبح هذا اليوم عيداً لكل المصريين.
عيد ليس ككل الاعياد لانه عيد صنعته ارادة الشعب المصري كله. عيد صححت فيه مسار مصر التي كانت تنجرف الي هوة سحيقة لولا يقظة شعبها وجنودها البواسل الذين اعلنوا منذ اليوم الأول لاحداث ٢٥ يناير انحيازهم المطلق لارادة ورغبة الشعب المصري.
كان مشهداً عظيماً سوف يتوقف التاريخ امامه لسنوات طويلة قادمة وخاصة بعد ان يكشف النقاب عن حقيقة المؤامرة وابعادها والقائمين بها. فيمثل هذا اليوم منذ عامين توحدت ارادة الشعب مع جيشه في اروع ثورات التاريخ المعاصر.
نخطيء كثيراً لو ظل تقييمنا لما حدث في هذا اليوم وكأنه شأن داخلي خالص لان حقيقة ما تم كان يعني تغييراً شاملاً في معادلات القوي والنفوذ علي مستوي العالم كله.
ولا نبالغ عندما نقول ان ما قام به جيش مصر بقيادة المشير عبد الفتاح السيسي قد غير مسار التاريخ لكل دول المنطقة والتي كانت عرضة للانقسام والانهيار تمهيداً لخريطة جديدة تتحقق فيها اهداف الاستعمار الغربي والتي ظلت خاملة وخامدة تنتظر اللحظة المناسبة.
والتي حانت بالفعل عندما استولت جماعات الارهاب باسم الاسلام علي مقاليد الحكم في العديد من الدول العربية وكانت سوف تمتد لتشمل العالم الاسلامي كله.
ثورة ٣٠ يونيو احبطت واربكت كل القوي العظمي التي كانت قد بدأت بالفعل في تقسيم «الكعكة».
ومن هنا يصبح حكمنا ظالماً لهذه الثورة لو ظلت نتائجها كما يروج البعض هي فقط التخلص من جماعة الإخوان الإرهابية. لذلك فإن الاحتفال بذكري ٣٠ يونيو لابد ان يتحول الي ناقوس خطر ويقظة وحيطة من شعب مصر كله بل من كل الشعوب العربية لان الخطر لا يزال قائماً ولان الافاعي تملك القدرة علي التحرك من جديد.
وحدة الشعب المصري لابد أن تظل هي الهدف والغاية وحتي تكتمل اروع ثورات الشعوب والتي كانت مصر مهداً وعقلاً لها في ٣٠ يونيو والذي يوافق ايضاً اغلي ذكرياتي لانه يوم مولدي.. «ومش هقول طبعاً من كام سنة»!