إن رؤساء الأحياء ليسوا وحدهم المسئولين عن تراكم القمامة في الشارع.. بل هناك أطراف أخري

نشكو القمامة ونحن أحد أسبابها.. والحكومة تشكو وتطيح برؤساء الأحياء وتعفيهم من مناصبهم بسبب تكدسها وهي ايضا من أسبابها، وكان آخرهم عندما عنف المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء رئيس حي الزيتون لهذا السبب.. وعلي الفور أصدر الدكتور جلال السعيد قراره بإيقاف رئيس الحي ومساعده عن العمل، وأيضا مدير فرع النظافة ومدير الاشغالات ورئيس وحدة الرصد الذين تمت إحالتهم للتحقيق بمعرفة النيابة الإدارية..
وبعد القرار خرجت الدكتورة جيهان نائب المحافظ لتقول: إن هذه القيادات تعمل بما يرضي الله، وملتزمون بواجباتهم ويعملون بكل طاقتهم، ولا يستحقون هذا الجزاء.
وتعاطفت مع شهادة الحق التي أعلنتها نائبة المحافظ لأنني أعيش التجربة وهي تتلخص في أن متعهد جمع القمامة في المنطقة الواقعة بين ميدان صلاح الدين وميدان الجامع، الحاج منصور ومساعده مطراوي قد توفيا.. وكانا يحصلان من كل شقة علي خمسة جنيهات ولم يكن الحي بهذه الصورة السيئة جدا التي تغطي القمامة معظم الشوارع، لأن السكان لم يجدوا بديلا إلا إلقاء أكياس القمامة في الشارع فوق أي قمامة قد تجمعت لتصبح بؤرة للأمراض الصيفية نتيجة تجمع الذباب والناموس والقطط والكلاب المسعورة! وايضا بؤر الإرهاب.
وتأزم الموقف بعد غياب «كناس» الشارع وبعد السؤال عن سر غيابه قالوا لقد أصيب بكسر في ذراعه.. وبذلك تحولت الشوارع كلها إلي بؤر للقمامة..
ولم أجد أمامي إلا الاتصال برئيس حي مصر الجديدة، الذي قالوا إنه في اجتماع شأنه شأن كل مسئول! ونقلت الشكوي للمسئولة عن مكتبه، فاعطتني رقم تليفون مسئول النظافة وهو العقيد عماد.. وتعاطف مع وجهة نظري وعلي الفور أرسل عاملا لجمع القمامة.. ويبدو أنه فهم خطأ أن المشكلة فردية وتخصني وحدي.. والطريف أنه حصل علي كيس القمامة من الشقة المواجهة لي وانصرف.
يا سادة إن المنظومة تقتضي إعادة النظر فيها بالكامل، بدءا من المتعهد الذي اختفي رغم انه كان يحصل علي المقابل، رغم أن الدولة تجمع ملايين الجنيهات من خلال فواتير الكهرباء بتحصيل ثمانية جنيهات من كل مسكن دون خدمات حقيقية.. والغريب ان سيارات نقل القمامة التابعة لشركات النظافة لا تقوم بتغطية سيارات القمامة وبالتالي تقوم بإلقائها في الشوارع، وتأكيدا لهذا ما شهدته منذ أيام من السيارة رقم (٣٨٥ ك ب ر) وهي تشق طريقها بشارع صلاح سالم.
إن كل هذه السلبيات تحتاج إلي مناقشة جادة خاصة ونحن في شهور الصيف وفرض غرامات علي غير المشتركين في المنظومة.