مر ماجد الكدواني كضيف شرف في الحلقة الأخيرة من مسلسل (تحت السيطرة)، قدم شخصية (رءوف) المدمن المتعافي، من خلال مونولوج طويل، يحكي فيه تجربته مع الإدمان والتعافي... رءوف ليس شخصية داخل المسلسل، نعرف تاريخها وملامحها الشكلية والنفسية بتتابع الحلقات، ليس شخصية بالمسلسل اقتربنا منها، تعاطفنا معها، أو حتي كرهناها...هو مجرد ضيف عابر(ضيف شرف) استطاع خلال 4 دقائق فقط، أن يجسد شخصية كاملة، بملامحها وتاريخها، وتطوراتها الحادة، من الإدمان حتي التعافي.. وأن يقدم درسا ممتعا في فن التمثيل.
جلس ماجد الكدواني (رءوف) علي كرسي ثابت، أمام مجموعة من المرضي الذين يخضعون لبرنامج علاجي للإدمان.. لا توجد حركة بالمشهد، حتي ولا باستخدام الأيدي.. لا يوجد حوار مع أي شخصية مقابلة.. فقط وفي مساحة أقل من متر مربع، قدم الكدواني أداء لافتا، مجموعة من الانفعالات المتباينة والصعبة، وقدرة علي التعبير الصادق عن أحاسيس مختلفة، بدرجة عالية من الصدق، وبدرجة عالية من الإنضباط.. لا أصوات عالية، ولا انفعالات عنيفة وصارخة، ولا ميلودراما في الأداء.. شخصية من لحم ودم، تجسد معاناتها بصدق وإقناع... مشهد بالتأكيد (إضافة إلي إمكانية الممثل) يحسب لكتابة مريم نعوم الدقيقة والواعية، ومهارتها في التعبير عن الشخصية وتفاصيلها، والغوص في أعماقها... ويحسب بالتأكيد للمخرج المبدع تامر محسن، وقدرته الفائقة علي إدارة الممثل، وتفجير طاقاته المبدعة، وإقامة مساحة الثقة والتفاهم والوعي بينه وبين الممثل، فلا يوجد ممثل واحد في مسلسل (تحت السيطرة) لا نتوقف أمام إمكاناته الفنية الهائلة... حتي ضيف الشرف(ماجد الكدواني) مر سريعا في مسلسل (تحت السيطرة) ليقيم طويلا في الإبداع والتمثيل.