كل الدلائل تؤكد ان التطورات في دولة تركيا تشير الي افول نجم رئيسها اردوغان. التي كانت نجاحاته الاقتصادية قد اكسبته شعبية كبيرة سمحت له باعتلاء قمة السلطة. هذه الشعبية بدأت تتآكل وتتلاشي علي ضوء توجهاته بالسياسة الخارجية خاصة تجاه الاوضاع في الشرق الاوسط وبالأخص ما احاط بثورة الشعب المصري التي اطاحت بحكم جماعة الارهاب الاخواني التي كان يعتبرها جزءا من طموحاته السياسية المختفية وراء الستار الاسلامي.
رفض الشعب التركي لتوجهات اردوغان في هذا الشأن تجلي بشكل واضح في  انصراف قطاعات كبيرة عن تأييده وهو ما اظهرته الانتخابات التشريعية الاخيرة التي افقدته نتائجها الأغلبية التي كانت تسمح لحزب العدالة والتنمية الذي يرأسه بالحكم منفردا الي درجة السقوط في هوة الاستبداد.
احداث الثورة المصرية التي نجحت في انهاء الوجود الاخواني بالشارع المصري بعد اكتشافه نزعة التآمر علي تدمير مصر وتخريبها ادي الي اصابة هذا السياسي التركي - المصاب بعقدة الغرور - بلوثة جعلته يقع فريسة للهذيان. هذه الحالة دفعته لان يفتح ابواب تركيا لتكون مأوي وداعمة مالية وسياسية لمخططات الارهاب التي تعي فلول جماعة الارهاب الاخواني الهاربة الي التجمع لممارسة نشاطها ضد الشعب المصري.
هذه الاستراتيجية السياسية غير السوية التي تدل علي فقدان التوازن والتقدير الصحيح للامور انعكست علي الاوضاع الاقتصادية والسياسية في تركيا. تمثل جانبا من حالة الفشل والتخبط التي تعيشها هذه الدولة في عدم الوصول الي اتفاق حول تشكيل حكومة ائتلافية حتي الان حيث يتطلب ذلك موافقة احد احزاب المعارضة علي المشاركة وهو ما تراه سوف يتعارض مع استراتيجيتها في سن القوانين التي تقوي من سيطرته علي مقاليد الامور.
لقد بلغت اللوثة التي تمكنت من اردوغان ذروتها بالوقوع في خلافات علنية مع حلفائه وزملاء النجاح الذي حققه حزب العدالة والتنمية علي مدي السنوات التي انتهت بحصوله علي الاغلبية التي سمحت له بالحكم منفردا لعدة سنوات. احد مظاهر هذه الخلافات التلاسن الذي جري بينه وبين زميل كفاحه عبدالله جول الذي تولي رئاسة الدولة حينما كان اردوغان رئيسا للوزراء.
تجسد هذا الصدام في انتقاد جول لسياسات اردوغان التي يراها تؤثر علي مكانة الدولة التركية مستشهدا في ذلك بمواقفه تجاه ثورة الشعب المصري واصفا ذلك بانه يضر بمصالح الشعب التركي. هذه الكلمات التي جرت في حفل افطار لحزب العدالة والتنمية اثارت اردوغان الي درجة اتهام جول بشكل غير مباشر بالتخاذل وخيانة الاهداف والمبادئ الحزبية. ليس من تفسير لهذه السقطات من جانب أردوغان سوي انه يعجل بنهايته السياسية.