وفقا للأوضاع الجغرافية التي تتمثل في الحدود المشتركة بين تركيا وسوريا. الضحية الجريحة التي اصبحت فريسة للارهاب والاحقاد وتصفية الحسابات.. فإنه لا وسيلة لتنظيم «داعش».. للحصول علي احتياجاته من التمويل سوي التعامل والتحالف مع نظام اردوغان.
في نفس الوقت وجد اردوغان أن عليه استخدام هذا التحالف لصالح أحقاده وطموحاته التي محورها العداء لسوريا. وكما هو معروف لكل العالم فإن هذا التنظيم الارهابي الذي تم تصنيعه امريكيا وأسندت رعايته الي تركيا حيث تم تمكينه من الاستيلاء علي مناطق انتاج البترول في سوريا والعراق.
بالطبع فانه ليس من فائدة لكميات البترول المستخرج بواسطة هذا التنظيم دون ايجاد من يشتريه. وباعتبار ان لا منفذ لعملية تسريبه الي الاسواق العالمية سوي الحدود التركية.. فان كل الدلائل والشواهد والمتابعات الجوية والاستخبارية والسوقية تؤكد أن نظام اردوغان الحاكم في تركيا هو العميل الاوحد لهذا البترول السوري المنهوب. انه ومن خلال تحالفه مع «داعش» وغيره من التنظيمات الارهابية العاملة في سوريا والعراق يحصل علي كميات هائلة من هذا البترول بأسعار متدنية تقل عن السعر العالمي بـ٥٠٪ علي الاقل. هذا الاتفاق يتم تفعيله في مقابل التسهيلات المقدمة لاقامة وعبور المقاتلين «الدواعش» بحرية عبر الحدود التركية. يشهد علي هذا الواقع تلك الاجتماعات التي تجريها الاجهزة الحكومية التركية وعملائها الذين من بينهم قريبون جدا من اردوغان.. مع قادة هذا التنظيم.
في هذا الاطار يمكن القول أن أردوغان حليف الارهاب لم يكتف بالمشاركة في مخطط تدمير وتخريب سوريا كدولة.. تحت دعوي محاربة الاسد.. وانما تعدي ذلك الي تحقيق اكبر استفادة اقتصادية غير مشروعة لصالح اباطرة الفساد والتربح غير المشروع الذين يتشكلون من عائلته وبطانته.. انطلاقا من هذه الحقيقة التي تجسد نزعة الفساد واللصوصية المتفشية في تركيا - والتي لا تتوافق مع اي مبادئ سياسية او اخلاقية.. فان هذا «الاردوغان» وبطانته استحلوا الحصول علي هذه المنافع الاقتصادية واستنزاف ثروات السوريين والعراقيين وقتل الابرياء بواسطة داعش والتنظيمات الارهابية.
انه وبهذه السياسة البرجماتية غير الاخلاقية.. يسير علي هدي الولايات المتحدة الامريكية القائمة علي ان الغاية تبرر الوسيلة. ليس تحالف أنقرة وواشنطن مع تنظيم داعش الارهابي سوي تفعيل لهذه المقولة الشهيرة التي أطلقها تشرشل. «مستعد للتحالف مع الشيطان وصولا الي النصر» وهو ما يعني في العُرف الامريكي التركي الوصول الي اهداف الانحطاط السياسي بكافة السبل.
في هذا الشأن فانه لا يمكن الفصل بين استهداف القاذفة الروسية داخل الحدود السورية وبين ما سبق اعلانه عن تعرض شاحنات البترول السوري المسروق بواسطة «داعش» والمتجه لتركيا عبر المنطقة التي تعيش فيها طائفة التركمان .. لضربات الطيران الروسي. هذا الواقع الفاضح كان وراء ادعاء تركيا بأن الغارات الروسية استهدفت المناطق الشمالية علي الحدود السورية التركية. صحيح ان هذه المناطق قد لا يتواجد فيها تنظيم داعش ولكن المؤكد انه يتواجد فيها هؤلاء العملاء من التركمان الذين يؤمنون مرور عبور شاحنات البترول المهربة.
ان أي انسان يملك قليلا من العقل والفهم لابد وأن يدرك بأن هذه الرواية فيما يتعلق بالموقف التركي صحيحة ١٠٠٪. هذا الواقع يفرضه الانفاق الباهظ الذي يتحمله تنظيم «داعش» لتمويل مرتبات وأجور مقاتليه المأجورين الي جانب شراء السلاح والمعدات ووسائل النقل.
ليس من تفسير لقيام امريكا وتركيا بتسهيل هذه العمليات الارهابية سوي انها مسخرة لخدمة مخططاتهما السياسية بالاضافة لتخفيف أعباء التمويل الذي كان عليهما ان يتحملاه لاستمرار نشاط هذا التنظيم الارهابي بهذه الصورة المثيرة.