حان الأوان ولصالح العلاقات المصيرية التي تربط كلا من مصر والمملكة السعودية ولتحقيق متطلبات الأمن والاستقرار العربي ان يتم اجلاء ما قد يشوب الاجواء من غيوم وشائعات تجعلها تعاني من الغموض الذي لا يستفيد منه سوي الاعداء والحالمين بالوقيعة بين البلدين اللذين تربطهما أخوة تاريخية.

في هذا الاطار فإن الشعب المصري والشعب السعودي لا يمكنهما ان ينسيا مواقف الدعم المتبادلة للحفاظ علي مصالح الدولتين الشقيقتين. في هذا الاطار تمثل هذا التوجه في موقف مصر من عدوان صدام علي دولة الكويت الشقيقة وامتداد تهديداته بعد احتلالها إلي المملكة السعودية. كما يأتي ضمن هذه الاستراتيجية المصرية مساندة ودعم مصر لامن الخليج العربي في مواجهة التهديدات الايرانية التي تعكس محاولات التدخل في الشئون الداخلية للدول العربية استجابة لاطماع الهيمنة والسيطرة والتسلط. وقد شمل هذا الموقف التصدي بالرفض للدور الذي تقوم به ايران في العراق الشقيق والذي تم بمباركة الاحتلال الامريكي لهذه الدولة العربية وما يمثله ذلك من تهديد لأمن واستقرار كل دول الخليج العربي.

في نفس الوقت فإنه لا يمكن لمصر ان تنسي للدولة السعودية موقفها من العدوان الثلاثي علي مصر وكذلك موقفها التاريخي إلي جانبها خلال حرب 1973 المجيدة عندما قرر الملك فيصل رحمه الله وقف ضخ البترول تعبيرا عن الدعم العربي الخليجي بما يمثل مشاركة في الانتصار الذي تحقق بتحرير سيناء.

في هذا المجال سوف يتذكر الشعب المصري دوما موقف المرحوم الملك عبدالله بن عبدالعزيز في الفترة الحالكة التي تسلطت فيها جماعة الارهاب الاخواني علي حكم مصر ورفضه لمخطط التدمير الذي تبنته. عبر جلالته عن هذا الموقف الذي لا ينسي بالوقوف إلي جانب ثورة الشعب المصري التي اطاحت بحكم الجماعة واختار ان يقف داعما ومؤيدا لنهوض مصر من كبوتها بمشاركة الدول الخليجية الاخري وفي مقدمتها  دولة الإمارات العربية والكويت.

وحتي نكون صرحاء ولكي تكون الامور واضحة فإن الشعب المصري لا يشعر بالراحة لما يثار من شكوك حول مسار العلاقات المصرية- السعودية والتي تروج عن انها لم تعد كما كانت عليه من التنسيق والتطابق.

ان عدم اتفاقي مع هذه المشاعر  التي أراها يتأسس علي عدم إيماني بانها تتوافق وحقيقة جوهر هذه العلاقات المصيرية التي جسدتها نصائح المغفور له مؤسس المملكة السعودية الملك عبدالعزيز آل سعود لابنائه بالحفاظ علي موقف الاخوة والتعاون والتحالف مع مصر. وفي هذا الشأن وتعظيما للروابط المصرية- السعودية التاريخية فأنه لابد ان نذكر لخادم الحرمين ملك السعودية الحالي سالمان بن عبدالعزيز.. مبادرته بالتطوع عام ١٩٥٦من اجل المشاركة في التصدي للعدوان الثلاثي الي جانب اخوته المصريين.

حتي تنقشع هذه الغيوم ويصاب مرددو هذه الشائعات بالاحباط واليأس وتتوقف عمليات الصيد في الماء العكر اصبح ضروريا ان يكون هناك لقاء عاجل لقيادتي البلدين. مثل هذا اللقاء لابد ان يضع النقاط فوق الحروف فيما يتعلق بكل ما يثار ويثير المخاوف والشكوك حول مستقبل العلاقات المصرية- السعودية وهو ما يتطلب حمايتها من هذه المحاولات المريبة.