ماتت فاطمة المرنيسي... الأصوب أنها عاشت وأعطت وأسست..75 عاما من الحرية والبحث والإجتهاد، ومحاربة الجهل والخرافة والأفكار الخاطئة..75 عاما عاشتها فاطمة المرنيسي تقتحم المحظور والممنوع والمحرم، وتخترق الحدود والعالم الموجود خارج الأسوار..(أنكم..أنكن تولدون وتولدون شيوخا من فرط الأفكار التي أصفرت في الرءوس قبل الميلاد)...
فاطمة المرنيسي كاتبة مغربية وأستاذ علم الأجتماع بجامعة محمد الخامس، درست السياسة بالسوربون في باريس، وحصلت علي دكتوراة في علم الإجتماع من جامعة (برانديس كنتاكي) الأمريكية، واختيرت ضمن لائحة المناضلات الـ 100 الأوائل الأكثر تأثيرا في العالم، بحسب تصنيف الجارديان البريطانية... أعادت المرنيسي صياغة صورة المرأة وفاعليتها في المجتمع، بعيدا عن إيديولوجيا الرجال التي طالما أغفلت دور المرأة.. (رأي الرجل دائما في المرأة قوة مبدئيا، وهو ما أعتبره تهديدا لسلطته، فقام بإخضاع النساء لسيطرته من خلال الحجاب) هكذا وقفت المرنيسي ضد الحجاب، حجاب العقل تحديدا لزعزعة سلطة الرجل، والبحث عن عالم أكثر احتمالا وجمالا... لسنوات طويلة انشغلت المرنيسي مع أخريات في تأسيس نسوية عربية جديدة، تحرر المرأة من سطوة التقاليد والأعراف.. ومن تلك الصور النمطية حولها كأنثي هي مصدر للشهوة... راحت تبحث عن النساء المنسيات في عمق جبال الأطلس، وفي القري وفي الصحراء، تمد الجسور مع النساء البعيدات، فأطلقت (القوافل المدنية) وأسست مشروع (نساء- عائلات - أطفال)....وكانت مؤلفاتها الأشهر(الحريم السياسي- نساء النبي - الإسلام والديمقراطية - ما وراء الحجاب - الجنس كهندسة اجتماعية - أحلام النساء الحريم - نساء علي أجنحة الحلم - شهر زاد ليست مغربية - شهر زاد ترحل إلي الغرب - الخوف من الحداثة).