إذا كان الإرهاب هو عدونا الأول، فالإهمال هو شقيقه التوءم، الذي لا يقل عنه خطورة إن لم يكن يزيد، وإذا أحصينا شهداء الإهمال الذين ماتوا غرقا أو حرقا (مسرح بني سويف) أو في حوادث الطرق والسكة الحديد أو الذين انهارت عليهم منازلهم، أو غيرهم من شهداء الفساد واللامبالاة والتسيب، إذا أحصيناهم سنجد أن أعدادهم تفوق شهداء الجيش والشرطة الذين قتلهم الإرهاب، وهذا معناه إننا في حاجة إلي قانون لمكافحة الإهمال مثل قانون مكافحة الإرهاب، في حاجة إلي حقنة منشطة للضمير، في حاجة إلي تشريع يدق نواقيس الخطر لدي أولئك المسئولين المتبلدين، ليتعلموا ويعلموا أن واجبهم هو قضاء حوائج الناس وليس القضاء علي الناس.