نحن أمام مجلس نيابي جديد يختلف عن المجالس النيابية السابقة.. حقق ايجابيات كثيرة منها فوز اكثر من ٢٠٠ نائب جديد لأول مرة بعضوية المجلس، إضافة إلي سبعين برلماني من الشباب، عشرة سيدات نائبات نجحن لأول مرة في تاريخ المجلس، فوز ١٢ قبطيا بعضوية البرلمان نجحوا بأصوات وتأييد اخوتهم المسلمين علي المقاعد الفردية في ظاهرة تؤكد أن مصر تعيش حالة رائعة من الوحدة الوطنية، والتكاتف والترابط تعطي مثارا للإعجاب، برلمان مختلف نتج عن مشاركة أحزاب سياسية تكونت حديثا وحققت نتائج مكنتها من تصدر المشهد الانتخابي، وتأخر ترتيب الأحزاب التاريخية واختفاء بعضها وظهور نواب سابقين من أعضاء الحزب الوطني المنحل ومن المستقلين، باختصار إرادة الناخبين هي التي اخرجت لنا برلمانا مختلفا عن كل البرلمانات السابقة.
أخطر السلبيات هي إننا كنا نحلم بانتخابات حرة نزيهة شفافة بعيدة عن التزوير، لكن عندما تحقق هذا الحلم في هذه الانتخابات، لم نكن علي قدر المستوي والمسئولية بمشاركة تفوق ما تم من مشاركة. الأمر الثاني هو الدور القذر الذي لعبه المال السياسي في الانتخابات، إلي جانب نظام الانتخابات والدوائر والقوائم كان لهما نصيب من السلبية.. نحن أمام تشكيلة برلمانية غير واضحة سياسيا منها من يريد أن يعيدنا إلي التنظيم السياسي الواحد، ومنهم من لا يريد الفطام عن السلطة التنفيذية ويلهث للتوحد معها، وكثر لم يحددوا مواقعهم، وان الجميع يعشقون مصر، وآخرين يرغبون في الاصطفاف صفا واحدا.
لكن كل ذلك يؤكد أن الممارسة البرلمانية ستكون شيئا آخر. ايضا في حب مصر بعيدا عن أي مصالح شخصية!