(ماذا علي المرء أن يفعل

عندما يباغته حلم قديم
بالعودة ؟) سؤال يطرحه
أحمد البحيري، ثم لا
يتردد، يدخل في الحلم
مباشرة..تلك جسارته
وموهبته أيضا... موهبته
التي تناساها سنوات
طويلة... لم يخلص
كثيرا للأدب، ولكتابة
القصة، رغم قوة موهبته،
وعمق ثقافته واهتمامه،
وبدايته المبشرة، والتي
دفعت مجلة (جاليري
٦٨ ) المطبوعة الأدبية
الأهم في الستينيات بما
تجسده من انحياز للفن
الطليعي، وبما قدمته
من حس ثقافي وفني
مغاير، دفعت المجلة للنشر
له... في العدد الأول من
(جاليري ٦٨ ) نشر أحمد
البحيري قصتين (المهرج)
و(مكان بلا ملامح مميزة)
كاشفا عن موهبة حقيقية،
وذائقة مختلفة.
لكن أحمد البحيري
اختار الهندسة والعمارة
والعمل المدني.. هي نوع من
الفن والإبداع أيضا، لكنها
ليست بالتأكيد الكتابة
الأدبية، والتي ظلت علي
امتداد العمر، هي الحلم
الذي يراوده دائما...وحين
يعود من جديد بعد أكثر
من ٤٠ عاما من التباعد،
يختار لمجموعته القصصية
اسما دالا هو(الحلم
القديم) والذي باغته
بالعودة... تضم المجموعة
٩قصص قصيرة، الي
جانب القصتين المنشورتين
من قبل في (جاليري
٦٨ )..ورغم السنوات تجيء
المجموعة القصصية الأولي
للبحيري حاضرة وممتعة..
بساطة في السرد وسهولة
ووضوح، وسلاسة في اللغة
فلا يستخدم الجملة
الصعبة المركبة، ولا يتعمد
الغموض، ولا الاستعراض
اللغوي...ورغم الطول
النسبي لبعض قصص
المجموعة (أكان من
الضروري أن تفعل ذلك
بنفسك ياعبد الغفور؟)الا
أن أسلوب البحيري لا يميل
إلي الثرثرة والاستطراد
محافظا علي إيقاع سردي
شيق، يعلن الحضور الأدبي
(للمهندس الفنان) كما
أسماه علاء الديب..