‎التدين الفاسد قد يثير حيرة العديد من الناس، فالتدين اعظم شيء في الدنيا، فكيف يكون فاسدا؟ وعلي هذا السؤال يجيب علماء اسلامنا الجميل وعلي رأسهم فضيلة الشيخ محمد الغزالي رحمه الله.
‎وفي البداية يري أمام عصره ان الاسلام يسيء إليه فريقان من اتباعه.. الفريق الأول هو المتأثر بفكر كالخواجات وأقوال المستشرقين والواحد من هؤلاء ينظر إلي الاسلام بريبة وشك برغم انه فعلا ينتمي إليه، لكنه مسلم بالاسم.. فقط!! مثل صاحبي الذي حاورته الاسبوع الماضي والذي يتهم ديننا بأنه يستبيح القتل!! والقاريء المتابع لما اكتبه يعلم انني رددت عليه بقوة واتهمته بالتطرف.
‎والنوع الثانين هم اهل التدين الذين فهموا الاسلام بطريقة خاطئة واساءوا اليه ابلغ اساءة علي طريقة الدبة التي قتلت صاحبها!! واسلامنا الجميل سمعته سيئة في العالم، والسبب هؤلاء المتطرفون الذين ألقوا الفزع والرعب في الدنيا كلها، وديننا منهم بريء!
‎وكلمة «حرام» هي التي تحكم سلوكياتهم والحلال عندهم استثناء بعكس ما يدعو إليه اسلامنا الجميل! وبالطبع الديمقراطية والانتخابات والاحزاب السياسية محرمة لديهم فلا يوجد عندهم سوي حزبين فقط.. حزب الله وحزب الشيطان!!
‎ومصيبة هؤلاء كذلك تظهر في تعاملاتهم مع غيرهم! فهم يعاملون غير المتدينين اسوأ معاملة خاصة اذا كانوا من غير المسلمين واسلامنا الجميل يدعو إلي طلاقة الوجه والتسامح، لكنك تجد هؤلاء غلاظ القلوب يغلب عليهم التجهم والقسوة ولا تعرف الابتسامة الطريق إلي وجوههم الا نادرا مثلما تظهر الشمس في جو بارد، فلن تجدها إلا علي استحياء!!ويلفت شيخنا الغزالي النظر إلي ان اهل التشدد المنتمين إلي اسلامنا الجميل عندهم خلط مدهش بين تقاليد الرجل الشرقي التي سادت في عصور الضعف وتعاليم اسلامنا الجميل وتظهر عقلية سي السيد في التعامل خاصة مع المرأة، فنظرته إليها بالغة السوء، وهو يفرض عليها قيود مشددة وقوامة الرجال علي النساء تعني بأن الرجل فرعون في منزله!! يأمر فتطيع!! وليس لها من المناقشة، والزوج الذي ينظر إلي زوجته علي انها شريكة حياته انما هو متأثر بالفكر الاوروبي .. كذبوا والله! فإسلامنا الجميل اول من رفع من مكانة المرأة ووضعها علي قدم المساواة مع الرجل، وقبل مجيء رسالة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام كانت حواء في الجاهلية «ولا حاجة» وهؤلاء الذين ينظرون إلي سيدتي بطريقة فيها ازدراء انما يعودون إلي فكر ما قبل الاسلام يعني الجاهلية!! ولكن في لبوس الدين هذه المرة!! وهيهات ان يسود هذا الفكر وينتصر علي تعاليم اسلامنا الجميل!
‎واعجبني جدا ما ذكره أمام عصره الشيخ الغزالي عن فهم هؤلاء الخاطئ للاسلام، وجاء في الحديث النبوي الشريف الصحيح: «الإيمان بضع وستون شعبة اعلاها لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذي عن الطريق»!
‎واهل التطرف لا يعرفون الفارق بين الاعلي والادني ! فهم يثيرون المعارك من اجل قضايا هامشية مثل اطلاق اللحية، ويصمتون صمتا مريبا عند تزوير الانتخابات والعصف بالحريات وهو الامر الذي رأيناه في معظم دول أمجاد يا عرب أمجاد!! ان لم يكن كلها.. انهم يحتاجون إلي اعادة تربيتهم من أجل فهم اسلامنا الجميل بطريقة صحيحة. وصدق شيخنا الغزالي عندما قال عن هؤلاء: الاسلام بضاعة ثمينة وقعت في يد تاجر فاشل!! يا خسارة