لا أثق كثيرا في شخص لا يضحك، ولا أطمئن لشخص لا يعرف الابتسام، الأدق أني أتجنب معرفته وأتباعد عنه.. فالضحك حياة ومودة وتواصل، ودعوة للاقتراب.. في الابتسام أيضا عمق وعي وثقافة، وقدرة علي رؤية الأشياء من زوايا مختلفة ومتعددة..لكن زميلي وجاري الألكتروني،الذي ينعشنا كل يوم بنعناعه الصباحي (عبد القادر محمد علي) يبدو متجهما دائما.. تجاسرت يوما وسألته : هل تعرف الابتسام ياأستاذ عبد القادر ؟

قال : أحيانا!!
والحقيقة أن عبد القادر ساخر جدا، وهو أحد صناع البهجة علي صفحات أخبار اليوم.. صحيح أن غياب أحمد رجب أحدث فراغا وسؤالا حول الكتابة الساخرة.. لكن الأخبار جريدة تعرف كيف تقف علي قدميها، وتواصل نجاحها وتبتكر حياتها.. غاب أحمد رجب، فأطل العديد من الكتاب الساخرين المبدعين، لكل ملامحه وخصوصيته، وابتسامته المختلفة والمميزة عبد القادرمحمد علي، هشام مبارك، حازم الحديدي، أماني ضرغام، محمودعطية، وأحمد جلال......
عبد القادر لا يبتسم كثيرا، سخريته ممتزجة بالألم، سخرية موجعة، سخرية مصرية تماما، يرن في ذيلها البكاء..!! السخرية ربما هي أكثر أنواع الكتابة حاجة إلي التركيز والجدية والصرامة... كثير من فناني الكوميديا في مصر والعالم، هم أكثر الناس جدية وجهامة في تفاصيل يومهم العادي، حيث الانشغال والتفكير، والاختلاف، والمفارقة، والوعي بكل ما يدور حولهم لإبداع وابتكار ابتسامة طازجة، قادرة علي زحزحة الجهامة وفضحها... جهد ومسئولية مضاعفة... لنفاجأ ذات صباح بأن نعناع الجنينة، يرقد مريضا بالمستشفي(كل الدعاء له) وأن المرضي والأطباء والممرضات يتسللون كل يوم إلي غرفته ليتأكدوا : هل صحيح أن عبد القادر يبتسم!!