‎التغيير ليس فقط بثورة علي نظم عقيمة تسير للوراء أكثر من التقدم للأمام وانما يجب أن يتواكب معه ثورة علي السلبيات والسلوكيات التي نالت من قيمنا، خاصة المتعلقة بتقديس العمل والنظام والنظافة،كما يجب ان يتم في اطارهذه الثورة دعم شعور المواطن لأهميته لبلاده،وهو ما سيجعله يعمل بجد وبضمير وبمهارة، فالأوطان لا تبني إلا بسواعد ابنائها،وثروة مصر البشرية إذا أحسن استخدامها وتوظيفها سنحقق ما يفوق كل التوقعات..وإذا تغير النظام ولم يلتفت لهذه المسائل فالنتيجة لن تكون صفرا وانما تحت الصفر.
‎ولا شك أن التجربة الصينية في تنمية البشر وجعلهم نعمة لا نقمة،خير دليل ولن أتحدث هنا عن الصين ككل وانما احدي مدنها «شين جين» والتي كانت قبل ٣٥عاما فقط، وهو زمن يعتبر لا شيء في عمرالشعوب،مجرد قرية وأصبحت الآن مدينة صناعية كبري بكل المقاييس نظيفة ومنظمة بالرغم من ملايين البشر الذين يعيشون بها،وبها كبري شركات الاتصالات بالعالم ويقول احد كبار المسئولين بالشركة وهو أيرلندي الجنسية انه حينما يزور اي دولة اوروبية لا يلمس اي تغيير حتي بمرور السنين اما في الصين فاليوم الواحد له تأثيره من حيث إضافة المزيد من الانجاز والتقدم.
‎وأهم شيء بالتجربة الصينية تقديس قيمة العمل وهذا ما نحتاجه،فلن يتحقق شيء مالم نعمل بجد وهذه ليست مسئولية القيادة السياسية بقدر ما هي مسئولية كل مواطن يهمه مصلحة مصر ومكانتها.
‎أخيرا وفي اطار الاهتمام بالعنصر البشري وسلوكياته أيضا،سمعت حديثا بين ثلاث سيدات من دولة الإمارات في صالة الجوازات بمطار القاهرة ،حيث تصطف صفوف القادمين لمصر، وتساءلت احداهن لماذا لا يوجد صفوف للمصريين فقط من باب تقديم خدمة مميزة لهم،وقالت انه في بلدها هذا النظام متبع لكي يدرك المواطن انه الاهم ،فردت الثانية ومع ذلك فقد حققت مصر في العام الماضي ما لم تحققه في سنوات طويلة ،فقالت الثالثة: صحيح ولكن الأهم أن يزيلوا القمامة الموجودة بالشوارع !
‎هذا لمن يهمه الأمر.. ولا تعليق سوي ان الكلام حقيقي