هل تصبح القناة الجديدة نقطة انطلاق إلي نمط جديد لسلوكنا وطريقة حياتنا يليق بهذا المشروع العملاق.. ويفجر كل ابداعاتنا؟



أرجو ان تكون قناة السويس الجديدة بداية لعصر جديد يعيد تشكيل الواقع الراهن في مصر والمنطقة ويغير وجه الشرق الأوسط.
سقف التوقعات الإيجابية يرتفع، وتلوح في الأفق تباشير النهوض، وبينما تضع مصر امكاناتها وقدراتها وإنجازاتها في خدمة الدنيا، وترد الاعتبار لنفسها وتجدد حيويتها وتصنع التاريخ والجغرافيا.. فإنها ترتقي إلي محطة محورية لإعادة رسم المشهد الجيو- استراتيجي في العالم العربي علي المدي المنظور.. وذلك ان هذه المنطقة ما قبل القناة الجديدة لن تكون كما بعدها..
ولن تكون القناة الجديدة مجرد نقطة تحول وانتعاش للاقتصاد المصري.. ولكنها شاهد علي الاعتراف بمصر كقوة اقليمية كبري، وإعلان عن تغيير جوهري في أسلوب ونمط حياة المصريين وتحرر من فترات التراخي والترهل والتواكل. ولن يكون المصري، بعد الآن، أسيرا للعجز والاستكانة وانما تتجه الأمة لاعتماد معايير تنتقل بها من صراعات التاريخ الغابر وثأرات الماضي إلي التعامل المثمر مع مشكلات الحاضر لإيجاد حلول لها والتخطيط للمستقبل وامتلاك أدوات ووسائل تحقيق أهداف بعيدة المدي.
ثمة قاعدة بشرية وعلمية وتكنولوجية وبنيوية تؤهلنا لإقامة قاعدة صناعية قوية وضمان استقلال اقتصادي. ألا نستحق ان تكون لنا هوية نفخر بها ونعتز، ونصير بها مجتمعا له شخصيته وكرامته وكبرياؤه وطموحه وشموخه؟ .
لن نكون بعد الآن مجتمعا يتقاعس عن إنتاج ما يحتاج إليه لكي يستسلم للاستهلاك ويعيش علي حساب الغير.
اننا بإزاء مخاض «ربيع مصري» يتآمر لإجهاضه تيارا يشكل عنصرا يحرص علي تخلف الأمة وفصلها عن الحياة المعاصرة وعن التطور الإنساني لكي يزج بها في زمن آخر، لأن بناء المستقبل - في تصوره - يكون بإطالة اللحي والأكل باليد ودخول البيوت بالقدم اليمني والاستمتاع بما طاب من النساء! هؤلاء عاجزون عن صنع الحاضر والمستقبل.. ويرفضون أسس الدولة الحديثة وكذلك يرفضون المساواة بين ابداع الطوائف والمذاهب ولم يدركوا حتي الآن ان مصر لن تكون كما كانت، فهي تنتصر علي الكراهية والظلم والعنف المجنون والتوحش والانحطاط والتخريب والتدمير، ولم ولن يفلح أحد في استدراجها إلي مصيدة «الماضي المجيد» أو النفق المظلم للصراع الطائفي والمذهبي أو العرقي، فقد عرف المصريون حقيقة من يشعلون الحرائق ويستعينون بالخارج لتدمير الأوطان، انهم لا يريدون لنا ان نحلم، ولكن من حقنا ان نحلم، لأن الحلم واجب وضرورة حياة، وجميع عناصر الحلم متوفرة، وتقودنا لكي نصبح مركز اشعاع حضاري وإنساني وأخلاقي وسوف نصنع أفكارا وابداعات جديدة ولن نرضخ للغرائز البدائية.
كلمة السر: تغيير أساليب حياتنا