لا أحب النافخين في النار لتأجيج المشاعر الغاضبة بين بني الوطن، ويكفينا الإعلام الفاسد الذي يثير الفتن والضغائن بين أفراد الشعب، ولا يمكن أن تكون بطولة لكرة قدم هي السبب في هياج الشعب بسبب الإعلام واتحاد الكرة. لم أسمع برئيس أو وزير يصرح بأنه ينتمي لأحد الفريقين، ولا اتحاد كرة يعلن أنه ينتمي لأحد الناديين، ولا حتي بتشكيل «عصبة» مثل لجنة الأندية تميل إلي أحد الفريقين، كل هذا يبطل المنصب الذي يشترط فيه الحيدة والنزاهة والموضوعية.

وما حدث مؤخرًا بين الأهلي والزمالك واتحاد الكرة يدل علي تحيز الاتحاد لفريق دون آخر، وهذا التربص بالأهلي يعطيه الحق في الانفصال عن الاتحاد الذي أصبح ملاكي للزمالك، حيث أفصح رئيسه عن أنه يشجع الزمالك، والأعضاء يميلون إلي الزمالك ومنهم أعضاء سابقون بمجلس إدارته ورئيس لجنة الأندية هو رئيس نادي الزمالك، ووزير الرياضة زملكاوي، إذن الكل يعمل ضد الأهلي في مشهد غريب لم نسمع به من قبل.
لقد كان هناك وزراء ورؤساء اتحاد كرة أهلاوية، ولم نسمع بمجاملة للأهلي، الأهم من كل ذلك أن الوقت الذي تمر به مصر ومواجهة الإرهاب الأسود لا يحتاج إلي مثل هذه المشاحنات، أدعو عقلاء الدولة إلي إنهاء هذه الأزمات، وأول اقتراحاتي في ذلك حل اتحاد الكرة ومجلسي الأهلي والزمالك، وتعيين مجلس لكل نادٍ من العقلاء في الناديين، لإعادة بناء جسور الثقة بينهما من جديد، وتهدئة الأجواء المشتعلة بين الجماهير، ورئيس وأعضاء جدد لاتحاد الكرة من خارج الناديين ومن شخصيات محايدة تتسم بالنزاهة مثل اللواء الدهشوري حرب، وثانيًا إصلاح الإعلام الرياضي الفاسد الذي ينفخ في الكير هنا وهناك، حتي ننجح في رأب الصدع بين الناديين والجماهير، بعد أن أصبح اتحاد الكرة، بما يضمه من عناصر مريضة نفسيًا، خطرًا علي الكرة في مصر.
دعاء : اللهم احفظ مصر وبارك فيها واجمع قلوب أهلها علي الحق والخير، آمين.