بعد ان انتهي مولد سيدي الانتخابات البرلمانية.. تلك الانتخابات التي جذبت الأنظار في الخارج والداخل وراقبتها منظمات المجتمع المدني وشغلت فئات الشعب بمختلف طوائفه وانتماءاته واستحوذت علي مناقشات وضيوف برامج التوك شو وموضوعات ومانشيتات الصحف القومية والمستقلة والمعارضة.. أقول بعد انتهاء الاستحقاق الثالث علينا ان نلتقط انفاسنا قليلا ونرصد المشهد بهدوء.. اولا: رغم هذا الاهتمام الكبير الا ان مشاركة الناخبين كانت ضعيفة ومتواضعة للغاية.. فلم تتجاوز الـ٣٠٪‏ في المرحلتين الأولي والثانية.. بينما عزفت الأغلبية ممن تستحق المشاركة عن الإدلاء بأصواتها.. وهذا يعكس أمرين اما عدم الاكتراث واللامبالاة او الاحباط.. او لان الناخب لم يتحمس لانتخاب اسماء هو لا يعرفها ويجهل انتماءاتها.. او يعرفها جيدا ولا يراها تمثل اصلاحا وعطاء في دائرته..
ثانيا: لقد تفاجأنا جميعا بعدم نزول بعض الأسماء الشهيرة في دوائرها وقد فضلت الابتعاد عن الحياة السياسية.. بينما هناك دوائر اخري كانت مغلقة علي اسماء تنتمي لعائلات بعينها ترث مقعد البرلمان في كل دورة برلمانية وهؤلاء قد نجحوا جميعا في هذه الانتخابات بالاحتفاظ بالمقعد الذي يرجع لعادات قبلية وميراث تاريخي.. ثالثا: لم يغب عن هذه الانتخابات بعض التجاوزات واستخدام المال السياسي في عدد من الدوائر والتي أسفرت عن فوز وجوه بالية واخري مخزية..
رابعا: هناك بعض الأسماء الجديدة علي العمل السياسي استطاعت اجتياز العملية الانتخابية بنجاح.. وهناك ايضا بعض الوجوه المخضرمة احتلت مقاعدها في البرلمان..
خامسا: هناك قلة من اصحاب الكفاءات ومن ذوي السمعة الطيبة حصلوا علي مقاعد في البرلمان..
المحصلة في النهاية اننا امام برلمان فريد من نوعه.. بتشكيلة عجيبة.. ولا نريد استباق الحكم علي أدائه وتوجيه النقد اليه.. كما اننا يجب ألا نغالي في المدح او القدح.. فالمهم انه اصبح لدينا برلمان منتخب بصورة صحيحة وعلينا الانتظار لنري ما سيفعله ويقدمه لنا خلال المرحلة الهامة المقبلة من تاريخ مصر الحديث.