كلها أيام وينعقد البرلمان الجديد، ونتمني أن يكون بحجم المأمول منه ولا يخزلنا في وقت تمر فيه البلاد بأدق فترة في تاريخها المعاصر.
نحن أمام ما يمكن أن نعتبره ظواهر جديدة في هذا البرلمان.. فلأول مرة لا نسمع عن تدخل إداري او تدخل من الداخلية لانجاح أحد الاسماء.. ولأول مرة أيضا يفوز هذا العدد من الاقباط، ومن المرأة وهذا إن كان يعني شيئا فإنما يعني ارتفاعا في الوعي العام ويعتبر رغم كل شيء مؤشر اعلي حالة من النضج العام.
افرازات الانتخابات تقول لنا أننا لسنا أمام تيار سياسي غالب له فكر أو توجه أيديولوجي معين يمكن أن يمثل اليمين، أو تيار سياسي يمكن ان يقف علي الجهة المقابلة ليلعب دور اليسار.. ولكننا كنا أمام صراع سياسي قائم علي مصالح ضيقة، مرتبطة بتكتلات لا علاقة للايديولوجيات بها.
خطورة هذا الأمر أن البرلمان القادم لن يكون فيه ما يمكن ان يمثل قلبه النابض الذي يتحرك لاقرار قانون ما أو حتي الوقوف ضده، ولكنني امام كتل صغيرة، ومستقلين قد لا ينظرون خارج حدود دوائرهم الانتخابية.. الأمر يحتاج الي شيء قد يتبلور مع الايام، وهو أن تتلاقي الاحزاب ذات المرجعيات الفكرية المتقاربة تحت لافته واحدة تمهيدا للاندماج لتكون أمام كيانين أساسيين أو ثلاث لا أكثر بدلا من هذه الفوضي التي قد يعيش فيها البرلمان، والتي قد تؤدي الي صعوبة الحصول علي موافقة ثلثي الاعضاء لاقرار بعض القوانين.
أول تحد يواجه أعضاء البرلمان هو ضرورة إقراره ما يقرب من 400 قانون صدرت في أسبوعين.. لا أعلم من أين سيأتي بالوقت، يأتي علي رأسها، قوانين تنظيم الصحافة والإعلام لخطورة الوضع الحالي علي أمن مصر القومي.. الأمر لم يعد يحتمل المزيد من التراخي والغياب والتغييب.