الانجاز العظيم الذي تحقق علي أرض الواقع، بالانتهاء من اقامة قناة السويس الجديدة في الموعد المحدد لها، رغم اختصاره إلي عام واحد بدلاً من ثلاثة أعوام، هو إعلان مباشر وواضح يؤكد للعالم كله صحوة مصر واستفاقتها من غفوتها التي طالت، وعودتها اليقظة لممارسة دورها واحتلال المكانة والموقع التي تستحقهما بعد طول غياب.

والملحمة البطولية الرائعة التي جرت وقائعها في منطقة القناة طوال العام، منذ لحظة التكليف بالعمل في الخامس من أغسطس ٢٠١٤، وحتي لحظة الاحتفال المصري العالمي بانجاز المهمة واكتمالها، بازدواج المجري الملاحي للقناة، وبدأ استخدامه رسميا لخدمة التجارة العالمية، هو في حقيقته ومضمونه رسالة لكل العالم، تؤكد قدرة المصريين علي الوفاء بما يتعهدون به رغم كل التحديات والصعاب.
هذا الانجاز الهائل وغير المسبوق من حيث حجم الأعمال وعظم الجهد وضخامة ما تحقق، يستمد قيمته الاساسية من المعاني الرائعة التي يحملها في طياته ويؤكد عليها في فحواه ومضمونه،..، وفي مقدمتها دون شك، انه انجاز مصري خالص في جملته وتفصيله، جاء نتيجة عمل وجهد وعرق جموع الشعب، التي شاركت في الملحمة فكراً وتخطيطاً وتمويلاً وتنفيذاً.
وقيمة ذلك العمل الضخم تكمن في كونه دليلا قائما وشاهدا حيا علي عظمة مصر، وقدرة شعبها اللا محدودة علي مواجهة التحديات وقهر الصعاب لتحقيق الأهداف التي ينشدها والطموحات التي يصبو اليها.
وفي هذا يكون الاحتفال غداً بالقناة الجديدة، هو بمثابة الاعلان عن ميلاد جديد لمصر وللمصريين، يعودون به إلي ما كانو عليه دائما من قدرة وكفاءة علي العمل والانجاز، والمساهمة الايجابية والفاعلة في الحضارة الانسانية.