رغم حلول موعد افتتاح قناة السويس الجديدة التي ستسمح بمرور السفن خاصة العملاقة في قافلتين متلازمتين في الاتجاهين.. فإن هناك شعوراً بأننا متأخرون في إنهاء مشروع تحويل محيط هذا المشروع الجبار إلي أكبر منطقة استثمار علي مستوي العالم. كل المقومات الجغرافية المحيطة تشير إلي أن الطريق مفتوح علي إتساعه وبلا أي مشاكل للبدء في إقامة مشروعات التنمية في كل المجالات التي يمكن أن تستفيد من الموقع الذي سوف يعبره أكبر ممر مائي تجاري في العالم.

ان ما يدفعني إلي إثارة هذه القضية تلك الاجتماعات التي عقدها الرئيس عبدالفتاح السيسي مع الفريق مميش رئيس هيئة قناة السويس المشرف علي المشروع وبحضور المهندس يحيي زكي الرئيس التنفيذي لدار الهندسة التي فازت بمناقصة تنفيذ المخطط اللازم لهذا المشروع العملاق. هنا لابد أن أقول إن الشعب في انتظار أن يتم إعلامه بالخطوات التي تمت في هذا المجال وهو أمر يساهم في تصاعد ثقته بما تم وما يتم ويجري تنفيذه حيث انه يمثل عنصراً ايجابياً يدفعه إلي التجاوب مع كل متطلبات الدور المطلوب منه أداؤه.
لا جدال أن التعامل مع هذا الأمر يحتاج إلي جهاز علي أعلي مستوي من الخبرة يتولي عملية الإعلان والاعلام عن الخطوات التي تتحقق حتي يتعايش الناس مع الآمال المنتظرة من وراء ظهور هذا المشروع إلي الوجود.
لابد أن يكون معلوما علي مستوي السلطة المسئولة في الدولة أن نشر هذه المعلومات يعد من العوامل الغاية في الأهمية لرفع الروح المعنوية علي مستوي الشارع المصري. إن المواطن المصري لا يهمه عقد الاجتماعات أو إصدار التصريحات فحسب ولكن التحرك علي أرض الواقع فيما يتم إعلانه باعتباره الوسيلة الوحيدة لاكتساب ثقته والتحول إلي عنصر ايجابي في كل ما تتطلبه المساهمة في هذه المنظومة.
من ناحية أخري فإنني أرجو ألا يكون الوقت متأخرا بالنسبة للوزارات المختلفة وأجهزتها للقيام بمسئولياتها سواء في بحث ما يمكن أن يكون عليه دورها وكذلك طبيعة تواجدها في قلب مشروع تنمية محور قناة السويس.حول هذا الأمر فإن الاهتمام بتجهيز العمالة المدربة للعمل في المشروعات التي ستقام في المنطقة يحتاج إلي مزيد من الديناميكية وسرعة التحرك حتي لا يضطر المستثمرون إلي طلب الاستعانة بعمالة أجنبية. نعم إن المسئولية جسيمة وهي تشمل كل مسئول في هذه الدولة. الاستجابة لهذه المهمة بالصورة المطلوبة والمتوافقة مع الصالح الوطني العام تتطلب من أي مسئول متخاذل يفتقر للقدرة علي العمل والانجاز أن يخلي مكانه لمن يستطيع أن يقوم بها.