طبقا لما هو متوقع في ضوء سير الاحداث وسريان التوقيتات وحساب الزمن، يكون أمامنا بضعة أسابيع قليلة تتراوح في مجملها ما بين الثلاثة والأربعة فقط، علي اتمام الاستحقاق الثالث والأخير في خارطة المستقبل، ويكون لمصر مجلسها النيابي الذي نأمل ان يكون علي قدر الطموحات والأماني التي تطلع اليها الشعب في الثلاثين من يونيو واكدها في الثالث من يوليو.
واحسب ان الضرورة تفرض علينا الالتفات الي حقيقة تستوجب الاهتمام، في ظل الظروف بالغة الدقة التي تمر بها البلاد حاليا، وما تواجهه من تحديات وأخطار تهدد أمنها واستقرارها، وتؤثر بالقطع علي مسيرتها الوطنية في حاضرها ومستقبلها.
هذه الحقيقة هي ما يجري الآن ومنذ فترة ليست بالقليلة، من محاولات مشبوهة لقوي داخلية وخارجية، بعضها ظاهر ومعلن في عدائه للشعب والدولة، والآخر مستتر ومتوار خلف اقنعة متنوعة، لإشاعة اكبر قدر من الإحباط واليأس في صفوف الجماهير وعامة المواطنين وخاصتهم، سعيا لكسر ارادة الشعب، وتحقيق ما فشلوا في تحقيقه بالعنف والارهاب.
هذه القوي تستخدم اسلوب الشائعات المضللة والتشكيك في كل شيء، والمتاجرة بالمشاكل والترويج لادعاءات تقول بأن شيئا لم يتحقق بعد الثلاثين من يونيو، مستغلين في ذلك معاناة الناس في ظل الازمة الاقتصادية، ومستغلين أيضا الاخطاء الفردية من جانب بعض رجال الشرطة للايحاء بأنها نتاج سياسات عامة، والادعاء بأن الشرطة عادت لاستخدام نفس الاساليب القديمة المرفوضة من الشعب.
وفي ظل هذه المحاولات المشبوهة رأينا تشويها متعمدا من جانب هؤلاء، لجميع ما تم وما جري منذ الثلاثين من يونيو، وتجاهلا واضحا لجميع ما تحقق من ايجابيات علي جميع المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
والهدف من وراء ذلك اصبح واضحا ومؤكدا، وهو اشاعة الاحباط لدي المواطنين ونشر اليأس في صفوفهم، بحيث يتم خلق مناخ عام من القلق وعدم الاستقرار وغيبة الثقة وفقدان الأمل في المستقبل.
الهدف هو اعاقة المسيرة الوطنية ووقف انطلاقة مصر للامام، وإحباط سعيها لإقامة الدولة الديمقراطية القوية والحديثة التي نتطلع اليها.