شيء طيب يدعو إلي التفاؤل أن يستعيد الشعب المصري الفرحة الغائبة لسنوات مضت متمثلة في الاحتفال بإتمام مشروع التفريعة الثانية لقناة السويس.. من المؤكد أن هذا الانجاز الهائل الذي ارتبط بثورة يوم ٣٠ يونيو وما حققته من خلاص من حكم جماعة الإرهاب الإخواني التي تثبت القرائن كل يوم تآمره علي تدمير الدولة المصرية وعمالته للقوي الأجنبية التي لا تضمر أي خير لمصر المحروسة.. وسوف يسجل التاريخ للشعب المصري إقدامه علي تبني إقامة هذا المشروع الجبار الذي سيصبح ركيزة أساسية لتفعيل تطلعاته في مستقبل زاهر يستحقه تاريخاً وتراثاً ومكانة. علينا ان ندرك وفي غمرة احتفالنا بهذا الفتح العظيم في مسيرة التقدم نحو التنمية الاقتصادية والاجتماعية أن هذا النجاح يجب ألا يكون نهاية المطاف بالاكتفاء بالاغاني ومشاعر الفخر والاعتزاز اننا مطالبون بأن نؤمن بأن مشروع قناة السويس وما سوف يضيفه للدخل القومي ومساهمته في توفير فرص العمل انه ليس إلا بداية لمنظومة هائلة تفتح أبواب الاستثمار البحري والصناعي والتجاري علي أوسع نطاق. إن هذا يعني دخلا مضاعفا ودعما بلا حدود لأوضاعنا الاقتصادية في جميع المجالات. مثل هذا التحرك لابد أن يتم علي أساس من الخبرة والعلم والحرفية وهو ما يتطلب عدم التردد في الاستعانة ببيوت الخبرة العالمية المتخصصة وأن تكون القوانين التي يتم التعامل بها متوافقة مع كل التجارب العالمية الناجحة. حول هذا الشأن فإننا نتميز عن باقي هذه التجارب بالأهمية التي تمثلها قناة السويس للعالم كله إضافة إلي الموقع الوسط الفريد غير المتكرر لمصر بين كل قارات العالم.. إن ما يرفع من سقف ثقتنا في الوصول إلي نهاية طريق النجاح والنفع المتوقع جملة المقومات التي يتمتع بها هذا البلد الذي يستحق عن جدارة أن يكون أم الدنيا بما يملكه من حضارة وتاريخ وطقس رائع طوال العام يساهم في راحة ومتعة الحياة.

بقي أن أقول أن كل هذه الآمال لا فرصة ولا مجال لتحقيقها إذا لم يدرك كل أفراد الشعب وبلا استثناء أنه لن يكون هناك عائد ولا ثمار.. دون عمل وعرق التزاماً بمقولة أن من عمل وجد وهو من الناحية الدينية المتأصلة فينا نوع من العبادة. نعم ان وراءنا عملا وجهدا يتطلب الإقبال عليهما بصدر رحب. ان علي وسائل الإعلام بكل أنواعها أن تكفر عن سيئاتها وأخطائها بالجنوح إلي التوعية بما قامت به الشعوب التي نهضت بأوطانها وفي مقدمتها ألمانيا واليابان بالإضافة إلي العديد من الدول الآسيوية مثل الصين والهند وماليزيا وكوريا وسنغافورة وتايلاند. إن علي أبناء الشعب المصري أن يعلم أن نهضة هذه الدول قد تحققت بجهود وعرق شعوبها.