الدكتور حسام مغازى وزير الموارد المائية والرى المشارك فى الاجتماع السداسى لسد النهضة الذى عقد فى العاصمة السودانية الخرطوم منذ أيام، يقول: ∩انه من الظلم وصف الاجتماع بأنه فاشل∪، وأضاف: ∩إن هذا أول اجتماع للجنة السداسية على مستوى وزراء الخارجية والمياه فى الدول الثلاث،..، وكانت المفاوضات صعبة وشاقة∪.
وذكر مغازى ∩ان الاجتماع تناول الشواغل التى تسود الشارع المصرى، وما يتم من هدر للوقت، حيث يجرى العمل فى بناء السد الاثيوبى بوتيرة أسرع بكثير من المفاوضات∪ انتهى كلام الوزير.
وفى اعتقادى ان ما قاله وزير الرى لا يحتاج إلى تعليق، ولكنه يحتاج فقط إلى مزيد من التوضيح، ووضع النقاط فوق الحروف حتى تكون الصورة أكثر تحديدا وأكثر صراحة وشفافية.
وفى هذا الإطار، وإذا ما اجتهدنا فى القيام بذلك فيمكننا التأكيد بان الاجتماع لم ينجح، ولا أحد يمكنه الادعاء بنجاحه من الوفود الثلاثة المشاركة فيه،..، وهذا مؤكد ومعترف به عمليا، بدليل عدم التوصل إلى حلول للمشاكل والقضايا المثارة، وبقاء التخوفات والشكوك القائمة على ما هى عليه،..، وترحيل محاولة حلها إلى الاجتماع القادم نهاية الشهر الحالى.
ومن الواضح فيما قاله الوزير تلميحا ويكاد يصل إلى حد التصريح، ان السياسة الاثيوبية المتبعة فى التفاوض حول الشواغل والملاحظات المصرية بخصوص السد الجارى اقامته هناك، هى اللف والدوان وتضييع الوقت واهداره بجميع السبل الممكنة فى مفاوضات دون عائد حقيقى ودون حل واقعى، بينما تجرى عملية بناء السد بأقصى سرعة ممكنة.
أى أن الخطة ببساطة هى السعى لوضع مصر أمام أمر واقع، وهو بناء السد دون أى اتفاق ملزم لمعالجة الأخطاء أو إزالة الشكوك أو معالجة السلبيات والأخطار الواردة بل المؤكد حدوثها لمصر نتيجة ذلك.
أما ما قاله وزير الخارجية الإثيوبى تواضروس ادهانوم بعد المفاوضات غير الناجحة، ∩بأنه يتعين ان يكون التعاون هو أساس بناء الثقة بين دول حوض النيل وخاصة مصر والسودان وإثيوبيا∪،..، فتعليقنا عليه هو ان مصر بالفعل قامت بكل ما من شأنه بناء الثقة مع إثيوبيا باعتبارها دولة افريقية صديقة وشقيقة فى حوض النيل،..، ولكننا للأسف لم نلمس أو نشاهد من جانبهم ما يمكن ان يساعد على بناء الثقة،..، إلا إذا كان يعتبر ان تضييع الوقت وعدم الاستجابة للمطالبة المصرية المشروعة يمكن ان يدفعنا للثقة فيه.