< قال رئيس الجمهورية إن المشروع الجديد خطوة من ألف خطوة، ووضع لنجاح الخطوات القادمة شرطا يبدو صعبا وهو أن يكون المصريون كلهم كتلة واحدة. <



سبق أن قلت كلاما يشبه شرط الرئيس أثار غضب الكثيرين،إذ قلت قبل عام أن الأهم من حفر قناة تمهيد الأرض تحت أقدام المصريين لرأب الصدع، وللأسف كنت محقا، فبين مطرقة التهويل وسندان التحقير فسدت علي كثيرين فرصة تقييم ما يحدث بهدوء وموضوعية، صارت الفرحة العارمة بالمشروع واجبا وطنيا التخلي عنه خيانة، الفرحة العادية غير مقبولة، مقابل أصوات تري مجرد التلميح بمشاعر طيبة ولو بمشهد أطفال يغنون بينما تعبر خلفهم سفينة به شبهة خنوع أو سذاجة.
عموما تلك هي مشكلتنا الأكبر هذه الايام، لدينا في مصر حاليا كارثة تتمثل في ظهور طريقتين لا يعرف غيرهما كثيرون لإثبات الوطنية والتعبير عنها.
أتباع كل طريقة معذورون.
الأولي هي إثبات الوطنية عن طريق المزايدة، المزايد الذي كلما انتقص من مقدار وطنيتك زاد مقدار الوطنية التي تسكن قلبه، هكذا يري.
وهذا الصنف معذور لأنه تعلم لعبة كان أول من قدمها للجمهور أصوات محسوبة كذبا علي يناير، اسماء بدأت عملها الوطني بعمل القوائم السوداء وإعدام كثيرين بسلاح أنهم لم يوقعوا في كشف الحضور والإنصراف في ميدان التحرير، دخل كثيرون قفص الإتهام وقتها وتعلموا اللعبة وعندما خرجوا من القفص مارسوها بحماس شديد.
الطريقة الثانية المستحدثة في التعبير عن الوطنية هي أن تعمل مرشدا أو مخبرا، لا مجال لتقول كم تحب هذا البلد إلا بالبحث في الأرشيف واصطياد الكلمات من الفيديوهات وربط الأفكار عشوائيا وبجهل شديد لتعد اتهاما تقدمه للناس، وسيصفقون لك علي مجهودك في تسليم هذا الخائن، أو هكذا يعتقد صاحبنا وجمهوره، والحقيقة هو معذور لأنه رأي كثيرين سبقوه علي طريق العمل كمرشدين ومخبرين وكانت النتيجة أنهم يتقدمون الصفوف وصاروا نجوم مجتمع ومشهودا لهم بالوطنية،يبقي ليه لأ؟، وطنية ومصلحة.
الحاجة لأن نكون كتلة واحدة أراها المشروع القومي الأهم، وهي ليست شرطا لنجاح المشروعات فقط كما قال رئيس الجمهورية، لكنها شرطا لنجاح البشر، حتي تجديد الخطاب الديني أراه خطوة متعجلة، فنحن بحاجة أولا لتجديد الخطاب الإنساني، فلكي تصبح بني آدم مسلما، لابد أن تصبح بني آدم الأول.