استغرب البعض فوز شخصيات مثيرة للجدل فى انتخابات مجلس النواب، وغصت مواقع التواصل الاجتماعى ببوستات ساخرة، وصلت الى حد الاستهزاء بالناخبين الذين منحوا ثقتهم لهؤلاء المرشحين .
انا شخصيا لم استغرب فوز هذه الشخصيات، اقتناعا منى بأن كل شخص حر فى اختياره، وانه يجب ان يحترم كل منا رأى الآخر، خاصة ان هؤلاء النواب يتمتعون أصلا بشهرة واسعة، ويعدون ضيوفا دائمين على الفضائيات، لما يتسمون به من قدرة على ∩تسخين∪ اى برنامج يشاركون فيه وبالتالى تزيد ⊇نسبة مشاهدته واعلاناته.
قد يتحفظ البعض على جرأتهم وانفلات ألسنتهم احيانا. لكن البعض الآخر قد يرى الجرأة وطول اللسان مزايا قلما تتوافر فى زمن النفاق والوصولية. بينما يرى فريق ثالث ان اكثر سلبيات ثورة 25 يناير الطاهرة، انها ضربت آداب الحوار والتعامل الانسانى فى مقتل، فلم يعد الصغير يحترم الكبير− كما يزعم البعض− وانتشرت الفتونة والبلطجة. وفقدت المناصب العليا هيبتها، بعد ان شاهد الجميع، شخصيات كبيرة خلف القضبان، بعد ان كانت ملء السمع والبصر قبل سنوات قليلة .
ثورة يناير بريئة من تلك الاتهامات بكل تأكيد. مثلها فى ذلك مثل الناخبين الذين منحوا أصواتهم لمرشحين يختلف حولهم آخرون. آن الأوان ان يحترم كل منا اختيارات الآخرين، وان نسمى الاسماء بمسمياتها. فثورة يناير الطاهرة خلصتنا من استبداد استمر عقودا. اما ماحدث من سلبيات بعدها فهو من صنع ايدينا. نفس الأمر بالنسبة لنواب اللسان الطويل فقد نجحوا أيضا بإرادة ناخبين أحرار. اتركوا نبتة الديمقراطية كى تكبر وتترعرع، وكونوا على ثقة انها سوف تصوب الاخطاء− ان وجدت− بنفسها ولن يصح الا الصحيح.