بتوفيق الله.. ثم بكريمِ رعاية فخامة رئيس مصر عبد الفتاح السيسي وفي ضيافة قاهرة المعز وبحضور لفيف من مثقفيها وأدبائها إلي جوار اشقائهم العرب.. أعلن صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل رئيس مؤسسة الفكر العربي.. نجاح مؤتمر فكر 14.. في أجواء تفاعليةٍ متمازجةٍ بين الفكرِ والسياسة اللذين وحّدهما في هذه الظروف ما تمرّ به الأُمة من ابتلاء هي بعون الله قادرةٌ تحت مظلة دينها ومعتقدها وما عهد عنها من صبر وجلد علي مقارعة الخطوب والمصاعب..
وكما يقول الشاعر:
جزي الله الشدائد كل خيرٍ
عرفت بها عدوي من صديقي
فنحن أمة إذا ما استُهدِف فيها أغلي ما بها نتوحّد، وإذ جاوز الظالمُ مداهُ وجدها كتلةً واحدةً موحّدة.. تشحذُ كل أسلحتها دون إنتظار.
وبعدما طغي الفكر المنحرفُ وهدد المسار.. اجتمع أهل السياسة ينادون بالفكر.. وسخّر أهلُ الفكر مِداد كلماتهم دعماً للسياسة الأمينة الحكيمة.
ولقد كانت مؤتمرات الفكر والأدب والثقافة في عالمنا العربي، مناسباتٍ مبعثرةً يجتمع علي طاولتها أربابُ الأدب وصنّاع الثقافة علي إستحياء.. ينيب إليهم الزعماء والرؤساء ممثلين رمزيين عنهم، فلديهم مايشغلهم وما يستاُثِر بحضورهم الشخصي..
حتي إنتهجت مؤسسة الفكر العربي بقيادة أمير الفكر خالد الفيصل، نهجاً جامعاً ترعي فيه القيادات العربية قادة الفكر وصنّاعُه.. فقد بات الأمر ضرورةً من أجل مكافحة فكرٍ أخر أفسد العقول وضلل التابعين..
وكما قال الإمام علي كرّم الله وجهه:
«عندما سكت أهل الحق عن حقهم، ظن أهل الباطل أنهم علي حق «
ومن هنا وفي تحرّك لافتٍ لأهل الحق، انطلقت المؤتمرات الفكرية تباعاً تجمع القوي وتوحّد الصفوف.. وتجادل الناس بالتي هي أحسن.. مؤمنةً واثقةً ببُشري رب العالمين (لو أنفقت ما في الأرضِ جميعاً ما ألّفتَ بين قلوبهم ولكنّ الله ألّفَ بينهم)، ورسوله الكريم يقول مطمئناً ومؤكداً عليه الصلاة والسلام : (تركت فيكم ما إن تمسكتم به فلن تضلوا بعدي أبداً). ولم يجد أعداء الأمة والمتآمرون عليها غير هذا الدين علّهم يصيبون الأمّة في مقتل.. ولكن سبحان القائل : ( إنّأ نحن نزلنا الذكرَ وإنّا له لحافظون )
فأوهموا شباب الأمة أن القتل جهاد، وأن الفناء والدمار جهاد.. وأن تمزيق الأمة وكسرها جهاد.. وهم لم ينفذوا إلي عقول شبابنا التي كانت نهباً للخواء والفراغ لعقود طويلة إلاّ من خلال ما ظنّه الجاهلون فكراً..
ومن هنا كان لابد للفكر السليم أن يواجه فكرهم العقيم، موُحداً وجامعاً بين القادة والمثقفين.. وبين الأدباء والسياسيين.
ومن هنا جاء احتفال مؤسسة الفكر العربي بمرور سبعين عاماً علي تأسيس جامعة الدول العربية بالقاهرة.. والتي أكّد أمينها العام د. نبيل العربي، أن الحرب علي الإرهاب تتطلب ثورة فكرية، ومواجهة شاملة في ظل ما تشهده المنطقة العربية من تحديات غير مسبوقةٍ باتت تهدد الأمن القومي العربي. وأن المستهدف في هذه الحرب ومنها، البنية الأساسية للدول وأسسها الثقافية والإجتماعية والدينية.
وفي الختام دعا الأمير خالد الفيصل إلي تضافر الجهود لمواجهة ما تمرُ به أمّتنا من اضطرابٍ فكري وأزماتٍ سياسية وإقتصادية وأمنية، لتستعيد الثقة في النفس مجدداً، وتتخطي الأزمات، لتحقيق المآرب والطموحات.. موجهاً الشكر لمصر قيادةً وحكومةً وشعباً، لرعاية الرئيس الكاملة والحانية للمؤتمر، ولمشاركة حشدٍ كبير من أبنائها إلي جانب إخوانهم المثقفين العرب، الذين يحملون أفكار البناء والتجديد والتنمية للحفاظ علي مستقبل الأمة عن طريق الثقافة والفكر بعيداً عن المشاحنات والمزايدات.