الموقف سخيف بالفعل وغيرلائق.. والعنتريات الشعبوية والإعلامية، وصرخات الفيسبوك، والتصفيق لشجيع السيما، ملك الترسو، وأسد الدبلوماسية (الدكراللي بيمثلني بقوة) كما وصف الكاتب الصحفي مجدي الجلاد وزير خارجية مصر(!!) في مشهد تحطيم ميكرفون قناة الجزيرة القطرية،أثناء الاجتماع السداسي لوزراء الخارجية والري لدول حوض النيل بالخرطوم... لغة إعلامية أيضا سخيفة وشعبوية وغير لائقة...ورغم أن المتحدث باسم الخارجية(أحمد أبو زيد) وصف تصرف الوزير سامح شكري بأنه (تصرف تلقائي وطبيعي، له مغزي ومعني كلنا فاهمينه)..يظل تصرف سامح شكري تصرفا إنفعاليا مأزوما، خارجا علي طبيعة شخصيته الدبلوماسية الهادئة، وطاقته النفسية القوية، وخارجا علي الأعراف الدبلوماسية عموما.. ولا يليق بالدبلوماسية المصرية بكل تاريخها العريق، أن تفقد أعصابها، وتتوتر علي هذا النحو، وأن تصغر لتحارب «ميكرفون»، أو تحارب وسيلة إعلامية، أو تنشغل بها، حتي لو كانت هذه الوسيلة الإعلامية متآمرة وخادعة وكاذبة ومضللة كقناة الجزيرة..لم يكن لائقا بوزير خارجية مصر في الجلسة الختامية لاجتماع الخرطوم حول سد النهضة، وسط مباحثات صعبة، وتفاوضات لا تمتلك حسن النوايا، ممتلئة بالطرق الوعرة والإشارات الخطرة تهدد بحرب مياه قادمة، لم يكن لائقا بوزير خارجية مصر وسط تفاوضات ربما فاشلة، لم تتوصل إلي أي اتفاق، بينما يواصل سد النهضة بنيانه علي أرض الواقع، أن يكشف وزير الخارجية عن حجم توتره وخسائره، بتحطيم ميكرفون قناة الجزيرة الموضوع أمامه،والقائه أسفل الطاولة..!!