في سابقة إعلامية جديرة بالاهتمام.. خصصت شبكة «إيه بي سي» التليفزيونية الأمريكية واسعة الانتشار برنامجين سياسيين.. الأول تحت عنوان «نحن والإسلام.. أسئلة وأجوبة» والثاني كان ندوة موسعة حول «الإسلام في أمريكا».. البرنامج الأول الذي قدمته دايان سوير طرح أسئلة محددة هي.. ما هو الإسلام؟.. ما علاقة التطرف بالإسلام؟.. هل هناك تعارض بين الثقافة الغربية والإسلام؟.. أين صوت الاعتدال في الإسلام؟..أما البرنامج الثاني فقدمته الإعلامية الشهيرة من أصل باكستاني كريستيان آمانبور التي أدارت حلقة نقاش ضمت ممثلين عن مختلف الجهات المناهضة منها والمؤازرة للإسلام والمسلمين في أمريكا وأوروبا شارك فيها مسلمون وغير مسلمين تحاوروا حول قضايا الجهاد والمرأة وعلاقة الإسلام بالغرب وربط الإسلام بالإرهاب..لا يمكن القول بأن البرنامجين أحاطا بكل الموضوعات.. لكن المهم أن الشبكة التليفزيونية راعت التوازن في تقديم وجهات النظر بحيث أتيحت الفرصة لإلقاء الضوء علي دور الحضارة الإسلامية في مختلف مجالات الحياة من علوم وفنون واكتشافات.. ووسطية غالبية مسلمي أمريكا واندماجهم في المجتمع المحلي.. لكن القضايا الخلافية سرعان ما فرضت نفسها ومنها.. ما موقف الإسلام من غير المسلمين.. وهل يدعو الإسلام إلي قتال هؤلاء؟ وكيف يتفق ذلك مع مبدأ أن لا إكراه في الدين؟ وما حقيقة أن المرأة تتعرض للقمع في المجتمعات الإسلامية؟.. أما حلقة النقاش التي أدارتها آمانبور.. فقد شهدت حوارا ساخنا بين من أكد علي تسامح الإسلام كدين سلام وبين من اتهمه بالدعوة إلي العنف والقتال.. ولأن المشاركين من المسلمين.. فقد تباينوا في أفكارهم ومبادئهم وأتاح ذلك للمعارضين من غير المسلمين الإشارة إلي اختلاف المسلمين فيما بينهم حول النقاب وتطبيق الشريعة وغيرها..
جاء بث البرنامجين في وقت تفاقمت فيه الحملة ضد الإسلام والمسلمين علي خلفية الجرائم التي تقترفها داعش..ورغم أن البرنامجين لم ينهيا الجدل الدائر حول الإسلام وتزايد ظاهرة «الإسلاموفوبيا» في الغرب بشكل عام.. لكنهما سلطا الضوء علي كثير من المزاعم الخاطئة والظالمة بحق الإسلام والمسلمين