كبرت فيروز، بلغت الثمانين عاما.. لم يعد بإمكانها الوقوف علي المسرح والغناء، لم يعد بإمكان (شمس المحبة) أن تتلقي حتي محبتنا.. صارت رمزا وضوءا وإيقونة، ليس فقط للبنان الكرامة والشعب العنيد، لكن للجمال والحب في كل أرض وتحت كل سماء.. هذه صورتها دائما، وصوتها في ذاكرتنا ووجداننا، وذلك تاريخها لا يقوي أحد علي انتزاعه، ولا تشويهه... هكذا بدا غريبا وجنونيا ما فعلته مجلة (الشراع) اللبنانية الأسبوع الماضي، فوق غلاف العدد عناوين بالبنط العريض، تغطي معظم مساحة الغلاف (فيروز عدوة الناس.. وعاشقة المال والويسكي.. والمتآمرة مع الأسد)!!.. وفي داخل العدد 6 صفحات كاملة لموضوع كتبه رئيس التحرير حسن صبرا (مالا تعرفونه عن سفيرة لبنان إلي النجوم) ليس أكثر من شتائم !!
قيل هي التجارة، والصحافة الصفراء، تسعي وراء أرقام التوزيع بالفضائح.. وقيل هي السياسة، دفعت رئيس تحرير المجلة اللبنانية لتسييس فيروز، بحثا عن الكسب والتربح أيضا.. لا فارق بين تحطيم داعش لآثار الموصل وتدمر، وتطاول الصغار علي فيروز... الغريب أن رئيس تحرير المطبوعة اللبنانية برر ما كتبه بأنه يحب فيروز وأغانيها، لكنه لا يحب تقديس الأشخاص، ووضعهم كآلهة، وأنه فقط أراد تقديم فيروز (الإنسانة) في ضوء المعلومات التي يعرفها..!!
ولا تحتاج فيروز لمن يدافع عنها، ويحمي صورتها، لا تحتاج لأن نزيدها جمالا فوق جمال (فيروز الدائمة.. فيروز التي لا يضاف إليها ولا ينقص) كما قال يوما الشاعر أنسي الحاج... علينا فقط أن نجابه الفوضي الإعلامية، والخلل الذي يدفع البعض لتحطيم كل جميل حولنا، بلا عقل ولا منطق..!!