< هذا الواقع الأليم الذى تعيشه السياحة − صناعة الأمل
كان دافعا لان تكون الدولة على القدر اللازم من الوعى بأهميتها <

هل بدأت الدولة ممثلة فى الحكومة تتفهم أهمية السياحة وضرورة الاستجابة لاحتياجاتها والتحرك لمواجهة ازماتها وحل مشاكلها. ان الواقع يفرض على الحكومة القيام بهذه الواجبات باعتبار ما تمثله السياحة من صناعة واعدة لتحقيق امل للنهوض الاقتصادى بغير حدود. ان كل ما تتعرض له هذه الصناعة من انتكاسات ليست من صنعها وانما هى وليدة عوامل بعيدة عنها كل البعد.. محورها سياسى وتأمرى داخلى وخارجى .
كانت محصلة هذه الممارسات اغراق الدولة المصرية فى مستنقع عدم الاستقرار والانفلات الأمنى وكلاهما يعد من العوامل الرئيسية الطاردة للحركة السياحية. شاءت الاقدار ان تشهد مصر كل هذه التطورات التخريبية لصناعة السياحة فى وقت بلغ فيه نجاحها الذروة حيث حققت فى عام ٢٠١٠ السابق لثورة ٢٥ يناير .. لخزينة الدولة دخلا مباشرا يقدر بـ١٢٫٥ مليار دولار دفعها ١٥ مليون سائح بالاضافة الى عدة مليارات دولارية اخرى عوائد غير مباشرة. كل الدراسات والابحاث الاقتصادية شهدت بان عائد هذا النشاط السياحى تولد عنه رواج اقتصادى واختفاء لأزمات نقص العملة الاجنبية وتوافر متطلبات تمويل اى احتياجات استيرادية.
< < <
هذا الواقع الملموس كان لابد ان يكون دافعا لأن تكون الدولة ممثلة فى حكومتها وكل أجهزتها على القدر اللازم من الوعى الذى يحتم عليها الاهتمام بكل ما يتعلق بالسياحة. على هذا الاساس سادت حالة من الترقب المشوب بالحذر بعد التطورات الانفعالية المتسارعة التى اعقبت سقوط طائرة السياح الروس بعد مغادرتها شرم الشيخ وراح ضحية الحادث ٢٢٤ سائحا.
كان من نتيجة ذلك انحصارا سياحيا حادا شمل مقصد شرم الشيخ العالمى وكل المقاصد السياحية بمصر. بعد هذا الحادث كان من الطبيعى ان تثور الشكوك حول مسئولية الارهاب على ضوء الحرب التى تخوضها الدولة المصرية ضده فى سيناء وكذلك ما تقوم به روسيا لمحاربته فى سوريا.
زاد من هول التأثيرات التدميرية على السياحة وبالتالى الاقتصاد الوطنى وقوع كل من روسيا وبريطانيا اللتين تصدران لمصر حوالى اربعة ملايين سائح سنويا اسيرتين لما خطط له هذا الإرهاب. انهما وبلجوئهما إلى منع سياحهما من زيارة مصر أكدا استسلامهما لهذا الإرهاب وخدمة أهدافه.
< < <
الحقيقة انه قد اسعدنى وجعلنى استبشر خيرا.. هذا الاهتمام والوعى الذى احاط بأزمة السياحة وما تتعرض له. تجسد هذا التوجه المحمود فى تلك الصحوة التى شملت كل ارجاء الوطن.
فى هذا الاطار كان للتعاطف الشعبى غير المسبوق مع أزمة السياحة والذى تجسدت بعض جوانبه فى مبادرة المؤتمر الناجح الذى دعت إليه مؤسسة أخبار اليوم فى شرم الشيخ وما صدر عنه من قرارات وتوصيات تبنتها الحكومة. شملت هذه القرارات.. تأجيل سداد الالتزامات الحكومية المقررة الى جانب اعادة هيكلة القروض البنكية وإسقاط فوائدها إلى ان تستعيد السياحة عافيتها. يضاف الى ذلك تكثيف الاتصالات والجهود سواء من جانب وزارة السياحة او الخارجية من اجل استئناف الرحلات الجوية السياحية من روسيا وبريطانيا. كل هذه الاجراءات إن دلت على شىء فإنها تؤكد اننا دخلنا بالفعل مرحلة الوعى بدور وأهمية السياحة.. صناعة الامل.