ونحن في أشد الحاجة للالتفات إلي المخاطر الداخلية والخارجية التي تهددنا ، وإلي توحيد الجهد للعبور بالوطن من هذه المرحلة الصعبة.. نجد أنفسنا محاطين بكل هذه الصغائر.
>> قاض جليل يتولي أهم القضايا، يخرج علي كل التقاليد. يدلي بأحاديث في السياسة ، ويهاجم شيوخ القضاء الاجلاء، ويسيء لثورة يناير، التي أنقذت الوطن. ويفتح الباب للطعن في كل أحكامه بعد أن جعل من نفسه طرفا في القضايا وليس حكما عدلا. ويجعل من إبعاده عن منصة القضاء أمرا لا مفر منه، لكي يحافظ قضاء مصر العظيم علي مكانته التي نعتز بها، والتي هي ضمانة العدل وميزان المساواة بين المواطنين.
>> انتظر مرضي الفيروسات الكبدية وفي مقدمتها «فيروس سي» طويلا استئناف برامج العلاج التي تعطلت بسبب الخلافات بين وزير الصحة وأعضاء لجنة الفيروسات الكبدية التي ضمت نخبة من خيرة أطباء مصر. وبعد استقالة الطبيب العالمي مجدي الصيرفي من عضوية اللجنة، وإعلان باقي الاعضاء عن استحالة التعاون مع الوزير الذي نصب نفسه «وهو طبيب عظام» رئيسا للجنةومتحكما في شئونها.
كان المرضي ينتظرون ، بينما الوزير ومعاونوه مشغولون بالخلافات الشخصية ، ثم بالرد علي ما نشر من وقائع تمس - إن صحت - سمعة الوزير المهنية ، أو خروجه علي تقاليد المهنة، كما قال أحد المستشفيات الحكومية الكبيرة وهو ينهي تعامله معه منذ سنوات.
والنتيجة .. أن ملايين المرضي كانوا ينتظرون العلاج ويبحثون عن الدواء الذي تعمل الدولة جاهدة لتوفيره لهم بينما المتحدث الرسمي للوزارة مشغول بإبلاغ القنوات التلفزيونية أن حكما قضائيا كان قد صدر بإدانة الوزير قبل سنوات قد تم إلغاؤه في الاستئناف، وأن إلغاء تعاقد الوزير مع المستشفي الحكومي لم يكن بسبب أي أخطاء مهنية.. بل بسبب عين الحسود.. لا أكثر ولا أقل!!
>> في الصباح.. تقرأ عن مدونة السلوك الإعلامي أو لائحة آداب المهنةالتي تم الاتفاق عليها ليلتزم بها كل الاعلاميين «الصحفيون لديهم مثل هذه اللائحة منذ ستين سنة».
في المساء.. تفاجئك إحدي القنوات التلفزيونية التي شارك المسئولون عنها في وضع المدونة أو اللائحة ببث ما لا يقبله خلق أو يجيزه قانون أو يقول إن آداب المهنة مرت من هنا!! ويخرج عليك من يكشف أن الحملة المنحطة علي المخرج السينمائي والنائب البرلماني خالد يوسف ليست مصادفة. بل لها صاحب.. وصاحب صاحبي وصاحب «!!» علي رأي مطربنا الراحل الجميل عبدالمطلب.
لا أريد أن استرسل في الحديث عن هذا التدني الذي كنا نظن أننا انتهينا منه، فإذا به يقول بالفم المليان.. إنه عائد رغم أنف القانون والاخلاق وآداب المهنة.
هل هناك وصف إلا أننا أمام «حاجة تقرف»!!