كان لابد أن تطالبه بأن يرفع صوته قليلا لتسمعه، كان خفيض الصوت هامسا على الأغلب، رغم أن(سمعه الثقيل) كان يفرض علو الصوت!...هكذا كان أسامة الديناصورى مجموعة من التناقضات..الحياة الصعبة المركبة، أو الحياة السهلة البسيطة.. هادىء جدا، وسط مجموعة من الصاخبين.. قضى نصف عمره مريضًا بالفشل الكلوى ،يذهب للغسيل 3 مرات أسبوعيا، لكنه لم يكف عن الضحك والحكايات، ولا عن متع الحياة بأشكالها.. كان منذورًا لموت حتمى، لكنه ظل دائما يؤسس للحياة..وهكذا أيضا يواصل الأصدقاء ابتكار محبتهم وبقاءه...
فى يناير،ومع الذكرى الثامنة لرحيله، يطلق الشاعر محمد أبوزيد (موقع أسامة الديناصورى) يضم سيرته ونصوصه الشعرية والكتابات النقدية حولها...وتعلن أيضا نتيجة (مسابقة الديناصورى الشعرية للشباب) والتى أطلقها فى العام الماضى أصدقاء الديناصورى من الشعراء (أحمد يمانى، علاء خالد، ياسر عبداللطيف، إيمان مرسال).. فى الذكرى الأولى للديناصورى أصدرت دار ميريت كتابه النثرى (كلبى الهرم.. كلبى الحبيب) وفى الذكرى الثانية أصدرت الأعمال الشعرية الكاملة، وتضم دواوينه الأربعة (حراشف الجهم)، (مثل ذئب أعمى)، (عين سارحة وعين مندهشة)، (على هيئة واحد شبهي).
أسامة الديناصورى ليس فقط أحد شعراء قصيدة النثر المميزين، لكنه الشاعر الشاعر(كتب أو لم يكتب) كما قال الشاعرعباس بيضون، والإنسان الاستثنائي (لم ينازع أحدا فى طابور، متخلصًا من أمراض الصراع) قاوم كثيرا السقوط فى اليأس والكآبة، وكان دائما ملهما للجميع...هكذا يصف نفسه فى إحدى قصائده..
(أنا فليسوف الشلة المقعد، الذى يحب الجميع، ولا يكرهه أحد).