في لقائك يا سيادة الرئيس مع شباب الإعلاميين عقب افتتاح أحدث مصانع القوات المسلحة أبديت - من جديد - قلقك واستياءك من حالة التردي التي انزلق إليها الإعلام حتي تكاد تضربه في مقتل.. ليضرب هو بالتالي أمن واستقرار وأخلاقيات وهوية الوطن ولست وحدك - يا سيادة الرئيس - من يشعر بالقلق والاستياء مما يرتكبه الإعلام من أخطاء، فالكثيرون من المثقفين والإعلاميين «المهنيين» يشاركونك نفس القلق، والكثيرون من المواطنين العاديين بدأوا يفقدون الصلة مع إعلام بلدهم، وصار بعضهم يتجه الآن لمشاهدة القنوات والإذاعات المريبة التي تبث السموم والشائعات.
والمؤكد - يا سيادة الرئيس - أنك قد لمست بنفسك كيف أن المناشدات المتتالية للإعلاميين بأن يتذكروا رسالتهم الحقيقية الوطنية ظلت بلا جدوي.. فلا سميع .. ولا مجيب!!
والمؤكد - يا سيادة الرئيس - أنك تعلم أن الحل الأوحد الآن هو قيام «نقابة الإعلاميين» التي تملك وحدها حق وإمكانية المتابعة والمراجعة والمحاسبه، بما يعيد التوازن للإعلام المتخبط المترنح، وهي وحدها المنوط بها إصدار «ميثاق الشرف الإعلامي» وهي وحدها المنوط بها متابعة ومراجعة مدي التزام الاعلاميين بالميثاق وبمدونة السلوك المهني التي أقرتها الأطراف الخمسة الرئيسية للمهنة الإعلامية.
سيادة الرئيس: بصراحه طال انتظار صدور القرار بقانون نقابة الإعلاميين ولعل مؤسسة الرئاسة تعلم كيف أنني - شخصيا - قدمت مشروع القانون للحكومة منذ «يوليه ٢٠١٤» وتم عرضه علي «لجنة الإصلاح التشريعي» التي لم تعترض عليه، لكن ما نعانيه جميعا وهو الفارق الهائل بين إيقاعكم السريع والبطء الغريب من أجهزتنا التنفيذية أدي الي ما نحن عليه الآن من قلق وانزعاج مما يرتكبه إعلاميون من أخطاء تبلغ حد الخطايا!!
سيادة الرئيس: أخيراً وبفضل جهود ورؤية «وزارة الشئون القانونية ومجلس النواب» تم الإقرار بمشروع قانون النقابة من خلال لجنة موقرة من مستشاري مجلس الدولة.
ولعل مجلس الوزراء يرفعه اليوم إلي فخامتكم كما هو متوقع وما نتوقعه نحن المهمومين بالشأن الإعلامي، والمدركين لتوابع انهياره.
سيادة الرئيس: «لماذا الآن وليس غداً»؟! أعتقد أن الإجابة عندكم فانتظار انعقاد مجلس النواب وبدء اجتماعات اللجان المختلفة. والمناقشات والحوارات المستفيضة يعني استمرار الحال الإعلامي كما هو عليه لعدة شهور أخري، وهذا ما أعرفه من خلال تجربة سابقة لي كعضو مجلس الشعب، وما أكده لي بعض النواب من الإعلاميين وغيرهم كما أن قيام النقابة - بعد هذه الشهور - دون «مجلس إدارة مؤقت يقوم بعمل اللجنة التأسيسية» يعني مزيدا من الشهور التي تنقضي.. وكأنها تمد في عمر التدهور الإعلامي!
سيادة الرئيس: أطراف المهنة الإعلاميه الخمسة (نقابة الصحفيين - نقابة الإعلاميين تحت التأسيس - اتحاد الإذاعة والتليفزيون - غرفة صناعة الإعلام - هيئة الاستعلامات). عقدوا جلسات مكثفة أجمعوا خلالها علي ضرورة الإسراع بقيام نقابة الاعلاميين وأصدروا بذلك عدة بيانات، كما أرسلوا الي فخامتكم ولرئيس الوزراء ما يؤكد ذلك حتي تكون النقابة مقدمة «لبقية التشريعات الإعلامية» المتمثلة في المجلس الأعلي لتنظيم الاعلام والهيئة الوطنية للإعلام المرئي والمسموع، والهيئة الوطنية للصحافة».
الإعلاميون المتلزمون أعلنوها بصراحة عبر برامجهم أنهم منزعجون من الأخطاء والتجاوزات التي تسيء للإعلام حتي أن منهم من يشعر بالخجل من انتسابه لهذه المهنة!
المثقفون والوطنيون العاديون يطالبون بالإسراع بقيام النقابة.
الإعلام المريض هو نفسه من ينتظر بلهفة وترقب قيام من يعالجه!
سيادة الرئيس: تلك - إذن - كل الأسباب، والآراء، والمواقف، والحقائق، التي «تبرر» و«تدعم» استثمار سرعة إيقاعكم، وعميق إدراككم ووعيكم، بإصدار «قرار بقانون» النقابة المنشودة.. اليوم.. وليس غدا.