طبقا للحسابات الفلكية في العالم كان الأمس الحادي والعشرون من يناير هو نهاية فصل الخريف وبداية فصل الشتاء في مصر رسميا، طبقا للتقويم الميلادي وماتم رصده والاتفاق عليه بين العلماء منذ آلاف السنين، علي أساس رصد وتسجيل حركة الأرض ودورانها حول نفسها وقياس مدي اقترابها أو بعدها عن الشمس خلال دورانها حولها أيضا.
ومصر لا تنفرد في هذا الشأن بوضع خاص لها وحدها دون غيرها من الدول، ولكنها تتشارك فيه مع جميع الدول الواقعة في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، الذي يضم في شموله المنطقة العربية والشرق أوسطية وأوروبا وأمريكا الشمالية ودولا أخري.
وفي ذات الوقت الذي يشهد فيه نصف الكرة الأرضية الشمالي الذي نحن جزء منه بداية الشتاء، وما يصاحبه من سمات ومظاهر رئيسية علي رأسها انخفاض درجة الحرارة وازدياد برودة الطقس وبدء أو اشتداد هطول الأمطار، وأيضا قصر ساعات النهار وطول ساعات الليل،..، يكون نصف الكرة الأرضية الجنوبي عرضة لعكس هذه الظواهر وتلك السمات علي طول الخط.
أي ان النصف الآخر من الكرة الأرضية يشهد في ذات الوقت ونفس التاريخ نهاية فصل الربيع وبداية فصل الصيف، حيث تبدأ درجات الحرارة في الارتفاع، وتطول ساعات النهار، وتقصر ساعات الليل.
وقد أطلق علماء الفلك علي هذه الظاهرة الكونية التي نتعرض لها حاليا تسمية «الانقلاب الشتوي» وفي مقابلها «الانقلاب الصيفي»، في نصف الكرة الأرضية الآخر، وذلك نظرا لما يصاحبهما من تغير واضح وملموس في الطقس بالنسبة لكافة البشر من سكان كوكب الأرض في نصفها الشمالي أو الجنوبي.
وفي إطار الانقلاب الشتوي الذي أصابنا بالأمس ويستمر معنا ثلاثة شهور كاملة حتي «٢١» الحادي والعشرين من مارس، سيكون اليوم الثلاثاء هو ذروة الانقلاب بمعني انه الأقصر نهارا والأطول ليلا طوال العام.
وفي بصمة علمية ومعرفية بالغة الذكاء اختار أجدادنا الفراعنة هذه الذروة في هذا اليوم من كل عام، يوما تتعامد فيه الشمس علي معبد الكرنك بالأقصر، في إشارة واضحة للمدي الواسع من التبحر في علوم الفلك الذي وصلوا إليه.