صباح يوم 18 ديسمبر، كتب الروائي حسن عبد الموجود علي صفحة التواصل الاجتماعي (كل سنة ولغتنا طيبة) بينما كان الكاتب الصحفي حسام مصطفي إبراهيم يؤسس مبادرة (اكتب صح)... ربما هما أحد القلائل، الذين تذكروا أنه اليوم العالمي للغة العربية، والذي اختاره اليونسكو(2012) للاحتفال باللغة العربية.. وهو نفسه تاريخ اليوم الذي أصدرت فيه الجمعية العامة بالأمم المتحدة (1973) قرارها بإدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية، ولغات العمل داخل الأمم المتحدة.
ورغم احتفال العالم بيوم اللغة العربية، ورغم أن العربية هي اللغة (الرابعة) من حيث الإنتشار، من بين 7102 لغة في العالم، واللغة (السادسة) الرسمية بالأمم المتحدة، ورغم المبادرات الشابة القليلة للحفاوة باللغة.. فيبدو أنه لم يسمع أحد في مصر عن اليوم العالمي للغة العربية، لا وزارة التعليم، ولا وزارة الثقافة، ولا الإعلام، ولا حتي مجمع اللغة العربية اهتم حتي بفكرة الاحتفال، لسبب بسيط جدا أن اللغة العربية خارج مجال اهتمامنا وأولوياتنا (ومصر علي قائمة الدول الأكثر إهدارا وإساءة للغة العربية).. ودون عناية، ودون اهتمام، نتجاهلها، ونكاد نمارس أفعال كراهية للغة، وانتهاكات يومية تحرف الكلام، ولا تعرف قواعده، وتدمج لغات أجنبية في مفرداتها، وتستخدم العامية بصورة باتت مهيمنة حتي داخل الكتابة يغضب د.جلال أمين جدا من إدخال حرف الباء علي الفعل، فنقول (بنشرب) بدلا من (نشرب) واستخدام حرف الهاء والحاء للتعبيرعن المستقبل (حانشرب، هانشرب) بدلا من(سوف نشرب أو سنشرب)... غياب القواعد والقوانين، ليس فقط استهتارا باللغة، لكنه انحدار ثقافي وحضاري بالأساس!