لعب الإعلام دورا كبيرا ومهماً في نجاح ثورة يوليو ١٩٥٢ وقد استطاع الرئيس الراحل جمال عبدالناصر تسخيره لتحقيق أهداف الثورة.
استطاع الإعلام في عهد الرئيس عبدالناصر ان يشيع حالة من الوطنية وتعميق الانتماء وغرس مجموعة من القيم التي اجتمع المصريون من حولها وبحيث جعلتهم يغمضون عيونهم عن سلبيات واخفاقات كثيرة وقعت فيها الثورة ورجالها.
طغت كلمة الزعيم علي كل شيء وتوارت كل الاخفاقات وكان ذكاء رجال الاعلام وقتها كفيلا بتجميل أي أوجه للقبح وتضخيم كل ما يتم من إنجازات. بالطبع لم يكن ذلك صحيحا لأنه سرعان ما استيقظ الناس علي حقيقة الشعارات الكثيرة التي كانت ثورة يوليو واعلامها بمثابة الحضانة التي ساهمت في نموها واتساعها.
استيقظ الناس علي حقائق كثيرة لعل أخطرها الهزيمة التي منيت بها مصر في ٦٧ وحقيقة أسبابها.
بعدها دخل الاعلام المصري إلي مرحلة جديدة مع حرب الاستنزاف والتي كانت الحقيقة فيها هي المادة الخام التي يستخدمها الاعلام حتي وان كانت في أدني درجاتها.
جاءت حرب أكتوبر لكي يعيد الاعلام المصري بوصلته الحقيقية ثم سرعان ما بدأت عملية السلام وحدوث انشقاق في موقف الاعلام والذي كان كله اعلاما رسميا يخضع لرقابة الدولة بقدر أكبر مما يخضع للمهنية واعلاء صوت الحقيقة.
وبعد ٢٥ يناير ٢٠١١ دخل الاعلام المصري لمرحلة خطيرة لايزال يدور في فلكها حتي اليوم حيث وقع أسيرا لكل التناقضات وحالة الفوضي العارمة التي اجتاحت مصر وصولا لمرحلة تولي الاخوان الحكم لتبدأ من جديد قبضة حديدية للدولة ولكن الدولة الرخوة التي اختلط فيها الحابل بالنابل.
وكان يوم ٣٠ يونيو وانحياز القوات المسلحة لإرادة الشعب المصري يوما فاصلا استغرقت فيه بوصلة الاعلام نحو أهداف الوطنية والانتماء الصادق لكنها سرعان ما بدأت تفقد توازنها.
ولعلي لا أكون مبالغا عندما أقول ان الاعلام فقدت بوصلة ليشيع من جديد مناخا نرجو ألا يطول من القنوط والشك والريبة سوف يكون ثمنه فادحا لو استمر!!