لا مبالغة فى القول بأن هناك حالة من الارتباك والتردد وعدم اليقين تسود الساحة الحزبية الان ومنذ فترة ليست بالقصيرة، وأن هذه الحالة تتحكم بالسلب فى جميع المحاولات والاتصالات الجارية للتوافق على صيغة او شكل للتعاون والتنسيق بينهم تحت قبة البرلمان القادم، تجاه القضايا والموضوعات المطروحة للبحث والمناقشة على مجلس النواب.
ومن الواضح ان هذه الحالة قد غلفت الاجواءالحزبية بالكامل، واصبحت حائلا دون نجاح المساعى المعلنة من جانب بعض القوى السياسية لتشكيل ائتلاف او تجمع يضم اكبر قدر من الاعضاء الحزبيين والمستقلين للعمل والتحرك ككتلة برلمانية واحدة تحت القبة.
ونظرة واحدة على عناوين الصحف وما تتناقله اجهزة الاعلام المرئية والمسموعة ليل نهار من تصريحات متناقضة وأخبار متضاربة عن اتفاق وانشقاق بين هذه القوى وتلك تكفى للدلالة على مدى ما أصاب الساحة الحزبية من خلافات فى الرأى والرؤية حول الاسس والمباديء العامة التى يجب ان يقوم عليها اى ائتلاف او تجمع.
ووسط هذه الحالة من عدم التوافق بل والتنافر البادية والسائدة بين رؤساء بعض الاحزاب والكتل السياسية الجديدة التى افرزتها الانتخابات البرلمانية، بات واضحا نمو وتضخم الطموحات الذاتية والتطلعات الشخصية لدى الكثيرين منهم، بحيث اصبحوا يرون انفسهم محورا للتحالفات ومركزا للائتلافات يجب ان ينضم اليهم الآخرين، لأنهم اكبر من الانضمام لغيرهم أو الانضواء تحت جناح أحد آخر.
ورغم سوء هذه الحالة وعدم صحة وسلامة هذه الاجواء، إلا أننا نرى أن من حق كل حزب أن يتخذ ما يراه مناسبا له وما يتوافق مع منهجه وقناعاته السياسية،...، ولكن الذى ليس من حقه بالتأكيد هو تشويه الآخرين واتهام من يخالفونه فى الرأى بأنهم أقل منه وطنية وحكمة أو أقل دفاعا عن المصلحة القومية.