أطالب الشعب المصري بكل فئاته أن.. ساندوا الرئيس.. ساندوا الرجل المخلَص.. المُخلص.. ساندوه لأجل مستقبل أفضل.. من أجلكم ومن أجل أولادكم»

كلمات الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الاحتفال بالمولد النبوي عن مطالبة البعض بثورة جديدة في يناير القادم وقوله إنه جاء بإرادة المصريين وعلي استعداد لترك منصبه إذا كانت هذه الإرادة الحقيقية للمصريين ، هذا الكلام يجب أن يجعلنا نتوقف كثيرًا عند ما يحدث في بلادنا ، فما قاله الرئيس لا يقله الرؤساء عادة ولكن السيسي فاض به الكيل مما عاشه خلال عام ونصف العام داخل القصر الجمهوري.
قام السيسي بمعجزة لإنقاذ البلاد من شر الإخوان والتف حوله الشعب بصورة غير عادية وخرجت الجماهير تنادي به رئيسا للبلاد والعباد واعتقد الرئيس كما اعتقد الناس أن الحياة في مصر ستكون في اليوم التالي وكأنها جنة الله والواقع أن الجنة الأرضية يقيمها الشعب ولا تنزل من السماء ويبذل الرئيس جهودا مضنية بالفعل لتحسين الأوضاع وقد نجح في تحسين الأوضاع السياسية الخارجية لأن هناك جهازا محترفا في الخارجية المصرية يمارس عمله بدون ضجيج لإصلاح علاقات مصر بدول العالم فصار لمصر أصدقاء يساندونها في كل مكان بعدما وقف العالم ضدنا بعد إزاحة الإخوان كما كان لوقفة الملك عبد الله بن عبد العزيز رحمه الله بثقل بلاده وسفر الأمير سعود الفيصل لتأكيد مساندة السعودية مصر وهو ما قلب الموازين بجانب المساندة المؤازرة من الشعب المصري لقيادته الجديدة عبد الفتاح السيسي.
كلمات الرئيس في احتفال المولد النبوي تعبر عن أساه لما وصل إليه الحال بالنسبة لسلوك الناس في بلادنا. الرئيس كان يأمل أن يندفع الشعب بقوة العمل الثوري لكي تعوض البلاد ما فاتها خلال سنوات بدأت من 2011 وأحدثت أضرارا كبيرة بالاقتصاد وبالسياسة والمجتمع بشكل عام. الرئيس كان يري أن الشعب لو عمل بجد واجتهاد لاستطاعت البلاد أن تعوض وأن تنقل نفسها إلي خانة الشعوب النامية بحق. اعتقد الرئيس أن الناس بعدما تخلصت مما كان يؤرق حياتها في السنوات الماضية وقامت بانتفاضات وثورات ومظاهرات فعليها أن تشمر عن سواعدها بعد أن أخذت فرصتها في القيادة وفرصتها في تعديل أوضاعها لكي تبني البلد. الرئيس وجد أن الأمور ليست كما يأمل فالشعب تعود علي عدم العمل ، وأن الكسل حليفه يريد كل شيء جاهزا ، لا أحد يريد أن يتعب أو يبذل جهدا في التفكير أو في العمل ، الغالبية تتبني شعار « همة عاوزين كده «.. ولا أعرف ولا يعرف غيري همة مين ؟ لكن أول الذين همة.. الحكومة.. فالحكومة التي تدير الدولة لصالح الشعب لا تجاري الرئيس في خطواته فهو يجري مسرعا للحاق بركب العالم والتطور والتنمية والحكومة تسير بسرعة القطار القشاش الذي يقف في كل المحطات.
الرئيس يسعي بجد لتحقيق استحقاق البرلمان ولكن الشعب والحكومة يخرجون الانتخابات في أسوأ صورة لدرجة وصم البرلمان بعد انتخابه بأنه أسوأ من برلمان 2010 الذي كان شرارة إشعال البلاد. الرئيس يدعو الناس للتدقيق في انتخاب النواب بينما الناس انتخبت من أنفق المال بحجم أكبر وانتخبت الذين خرقوا القانون بشكل أكبر وبالتالي اشتعل المجلس بالصراعات من قبل بدء العمل به. الرئيس قال إنه مع الجميع بينما خرج نصابون قالوا إنهم قائمة الرئيس فوضعوا الرئاسة في حرج فخرجت التصريحات تؤكد أن الرئيس لا يؤيد فصيلاً علي آخر فهو مع الجميع والجميع معه ولكن الفاشلين مصممون علي ادعاء أنهم فصيل الرئيس وهو ما نفاه الرئيس نفسه وقد أدت تصرفاتهم إلي انسحاب أحزاب مما هدد المجلس بالبطلان كما أنهم غير قادرين علي الاتفاق علي رئيس للبرلمان. كل ذلك معاناة للرئيس فهو يفتقد النخبة المخلصة حوله كما يفتقد النخبة الكفؤة المحترفة وهو ما يجعله يعاني ويكاد يفقد تفاؤله. الرئيس عمل بجد علي تخفيض الأسعار وتوفير السلع في كل مكان وهو أمر نلمسه جميعا فلا ندرة لسلعة ما ولا أزمة حقيقية في سلعة ما.
الرئيس يتمني شعبا مجدا يعمل لتقدم بلاده.. يتمني إعلاما محترفا يساعد في استقرار البلاد لا إعلاما يضم مذيعين فاشلين يتعاركون بقذارة علي الهواء.
أطالب الشعب المصري بكل فئاته أن.. ساندوا الرئيس.. ساندوا الرجل المخلَص.. المُخلص.. ساندوه لأجل مستقبل أفضل.. من أجلكم ومن أجل أولادكم