في القضية المثارة حول حرية التعبير والحق في ابداء الرأي، دون خشيةمن عقاب خشن يحول دون احقاق هذا الحق، ودون تهديد بالحبس يكون مصلتا علي الرقاب ورادعا لكل من يفكر في ابداء رأيه، ومانعا لكل من يشرع في التعبير عن وجهة نظره،...، هناك عدة ملاحظات تستحق ان تسجل وان تكون محل اهتمام الجميع.
أولها، هو الاعتقاد بأن المكان الطبيعي والتلقائي لكل انسان وكل مواطن شريف، هو الوقوف مع حرية التعبير وحرية الرأي، ورفض أي محاولة للمصادرة علي الحق في ابداء الرأي، والتصدي بكل صلابة لمن لايتسع صدره لوجهة النظر الأخري، ولمن لايفسح المجال أمام الآخرين للاعتراض علي رأيه، أو حتي رفض وجهة نظره بالكامل.
وثانيها ان هذا شيء يختلف في الأساسي والمنهج والجوهر والمضمون، عن محاولات البعض استغلال الحق في حرية التعبير واستخدام مبدأحرية الرأي، للخوض في القضايا والأمور الدينية بغير علم مؤكد أو دراسة مؤهلة أو معرفة موثقة ومعترف بها من مراكز العلم والدراسة والتأهيل المعترف بها في الدولة ومؤسساتها الدينية المخولة بذلك.
وثالثها: أن الحق في التعبير وحرية إبداء الرأي تختلف بالقطع عما يعطيه البعض لأنفسهم أو لغيرهم، من الحق في التجرؤ علي الدين، والإفتاء بغير علم في جميع القضايا الدينية، وتفسير الأحاديث النبوية والآيات القرآنية دون دراسة ودون تبحر في العلم،..، وزادوا علي ذلك بمهاجمة العلماء الثقاة ويشككون فيما ورد عن الأئمة دون تحقق لازم وتأكد ملزم وموثق،..، وهو ما تسبب في موجة اسياء لدي عموم الناس، وموجات من الشك وسوء الفهم حول المقاصد والأهداف من وراء ذلك.
ورابعا: هناك حقيقة لاتزال غائبة عن البعض ممن يحاولون الربط بين قضية أو مسألة تجديد الخطاب الديني، وبين فوضي الافتاءبغير علم أو دراسة أو تأهيل في الأمور الدينية،..، وهي انه لا رابط بين الاثنين، ولا يجب ان يكون ذلك واردا علي الاطلاق،...، حيث ان المقصود والهدف من تجديد الخطاب الديني هو ان يتم ذلك بالعلم والمعرفة اليقينية وصولا إلي ان يكون معبرا تعبيرا صحيحا عن سماحة ووسطية الإسلام وما يدعو إليه من خير وسلام للبشرية جميعا في كل زمان ومكان، وما يأمرنا به من الدعوة إليه بالحكمة والموعظة الحسنة،...، وهذا أمر يختلف تماما عن التهجم العشوائي والممجوج علي العلماء والائمة والافتاء بغير علم.